دام عزك يا وطن

وطننا الغالي حباه الله خصائص ومزايا يتفرد بها عن جميع أصقاع الأرض ولعل في مقدمتها أنه مهبط الوحي ومولد وموطن خير خلق الله نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وبه أول بيت وضع للناس بيت الله الحرام وقبلة المسلمين على وجه الأرض كافة وبه مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة وتنفرد بلادنا بمساحة جغرافية متعددة التضاريس بها السهول والجبال والهضاب والصحاري وتطل على الخليج العربي من الشرق والبحر الأحمر من الغرب، هذا التعدد في أنواع التضاريس أكسب بلادنا توفر مصادر متعددة من الثروات والموارد الاقتصادية ولعل من المزايا الرئيسية لهذه البلاد أن قيض الله لها ولاة أمر من نسيج مواطنيها فهم يشكلون وسكان هذه البلاد المباركة لحمة واحدة وعلى قلب رجل واحد لا طائفية ولا حزبية ولا عقائدية ولا عنصرية فالجميع حكومة وشعباً يُحكمون كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في تعاملاتهم.
ما أود الإشارة إليه أمران: الأول هو زيارة خادم الحرمين الشريفين لبعض مناطق المملكة ومنها الحدود الشمالية فعندما وضع حجر الأساس لذلك المشروع العملاق (وعد الشمال) لم يضعه بمفرده حفظه الله بل وضع يده الكريمة وإلى جواره شاب وشابة يضعان يدهما إلى جانب يد خادم الحرمين الشريفين وفي هذه الصورة دلالة في غاية الروعة تدل على أننا قيادة وشعبًا يد واحدة نخطط ونبني مستقبل بلادنا بروح الفريق الواحد كما إنني اقترح أن يجسّم ذلك المشهد ويوضع في مداخل الجهات الحكومية الرسمية وكذلك في مداخل سفارات المملكة بالخارج لإبراز هذا التلاحم الفريد من نوعه.
الأمر الثاني: ما نشاهده في وسائل الإعلام من بذل جهود مشكورة في كافة مناطق المملكة من تفقد أحوال الناس ومشاركتهم أفراحهم واتراحهم فنجد أن ما يلفت النظر تعدد منجزات كل منطقة وتحت اشراف المسؤول الأول بها وهو أمير المنطقة، وأستشهد هنا بموقف لفت نظري عند مشاهدته وهو عندما قام سمو أمير منطقة الباحة الأمير حسام بن سعود بزيارة تفقدية لمستشفيات المنطقة وفي إحدى المستشفيات وقف على تفقد أحوال مريض على السرير فسأل كيف حالك هل تلقيت العلاج اللازم فدار حوار بين سمو الأمير والمواطن وكان مما سمعت أنه قال للمواطن: قل لي ما تشاء فنحن لم نوجد هنا إلا لخدمة المواطن في كافة المجالات.
حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه ورد كيد الحاقدين والحاسدين في نحورهم ودام عزك ياوطن.