تخطت سعوديتان حواجز الوظائف وأعلنتا حالة من التحدّي مقتحمتين عددًا من القطاعات التي ظلت لزمن حكرًا على الرجال وكانتا «مرام وهديل» قد فتحتا بوابة الإبداع على المصراعين وقتما تجرأتا على دخول مجال تأجير السيارات فهما تعتليان إدارة فرعي شركتين يحددان نوع السيارة المراد تأجيرها من قبل العميل، وكتابة العقد ومدته الزمنية في التأجير والتفاوض في السعر مع تقديم تسهيلات لطرق الدفع المناسبة للعميل. وقالت مرام الحربي التي أعلنت تنصيبها مدير فرع لإحدى شركات تأجير السيارات ل»المدينة»: إن من ضمن العوامل التي ساعدتها على نجاح بيئة العمل ومساعدة الشركة والعاملين وحرصهم على تعليمها بدقة، فضلًا عن تقبل العملاء لعملها وتشجيعهم لها ودعمها. فيما تحلم بامتلاك شركة محلية، وعالمية لتأجير السيارات. وقالت: إن أهم الصفات التي يجب أن تتحلى بها المرأة السعودية العاملة المحافظة على حشمتها وأن تكون خلوقة وتعرف حدودها مع العملاء، وتتكلم بلباقة وتتعلم مهارات البيع والتسويق بشكل متميز لجذب أكبر عدد ممكن من العملاء. في حين قالت هديل الحويطي، مديرة بأحد فروع تأجير السيارات: الدافع وراء عملها في مكتب تأجير السيارات هو الفضول ورغبتها في التعرف على هذا النوع من العمل، إضافة إلى رغبتها في وضع بصمة مميزة في مجال جديد، مشيرة إلى أنها بدأت كموظفة مساعدة في أحد الفروع لمدة زمنية معينة وبسبب جدارتها وتميزها ترقت في السلم الوظيفي لتصبح مديرة فرع لإحدى المكاتب التابعة للشركة. وأكدت أنها تسعى لتطوير طاقتها العملية وعدم الاستمرارية لمدة طويلة في سلم وظيفي معين، حتى لا تشعر بالملل، لتصل إلى أعلى المناصب. وأضافت: إن من أصعب المواقف التي مرت بها عندما جاءها أحد العملاء وشرحت له مميزات السيارة بأنها جديدة، وبعد إتمام إجراءات العقد لم يتبق سوى توقيع العميل وذهب ليشاهد السيارة، فقال: إنها مناسبة للتفحيط، فما كان منها إلا إبطال العقد وعدم قبول العميل، الذي غضب واتهمها بعدم جودتها في العمل، واستهتارها بالعملاء، مؤكدة أن تأجير السيارات مسؤولية واختيار العميل المناسب هو أكثر الأمور صعوبة. وأوضحت هديل أن المرأة السعودية يجب أن تتحلى بالشجاعة وعدم الخوف لخوض غمار العمل، إضافة إلى الثقة بالنفس وعدم التأثر بمن حولها، ووضع حد غير مبالغ فيه للتعامل مع العملاء، حتى لا يؤدي التقيد إلى تأخر الإنتاج العملي، مشيرة إلى أن من أهم المحفزات النفسية في العمل الوعود بالتدرج الوظيفي وزيادة الرواتب، إضافة إلى العمولات المستمرة مع إبرام العقود، فضلًا عن التقييم الشهري واختيار موظف الشهر والهدايا والمنافسة الشريفة بين الموظفين. ولفتت إلى أنها لا توجد صعوبة في منافسة الرجال على قراءة العدادات، فالأمر لا يتطلب إتقان مهارة معينة أو تميز، بل يعتمد على مقدرة الشخص ومهاراته، مشيرة إلى أنها تجد سهولة في التعامل مع الزبائن. وترى هديل، أن المرأة السعودية بحاجة إلى حوافز ومميزات في العمل، كإجازات الأمومة والمرافق ومراعاة وضعها العائلي خاصة في العمل في الفترة المسائية، داعية المرأة السعودية إلى تقديم ما لديها من طاقة إنتاجية في جميع المجالات، خاصة أن الأجيال القادمة ستشكرها على صنع التغيرات الحالية.