قال الرئيس البرازيلي المنتخب، جاير بولسونارو، أمس، إنّ الشعب البرازيلي، الذي خضع لحكم عسكري استمرّ أكثر من عشرين عامًا، «لا يعرف ما هي الديكتاتورية». وأدلى الضابط السابق في الجيش، الذي لم يخف يومًا إعجابه بالديكتاتورية العسكرية، التي حكمت البرازيل بين عامي 1964 و1985، بتصريحه هذا بعد اتصال هاتفي بينه وبين رئيس الوزراء المجري المحافظ والمعادي بشدّة للمهاجرين فيكتور أوربان. وقال بولسونارو في مؤتمر صحافي خارج منزله في ريو دي جانيرو إنّ المجر «بلد عانى كثيرًا في الماضي من الشيوعية. شعب يعرف ما هي الديكتاتورية». وتابع أنّ «الشعب البرازيلي ما زال لا يعرف ما هي الديكتاتورية، ولا يعرف ما هي المعاناة على أيدي هؤلاء الناس». ومن المقرّر أن يتولّى بولسونارو، زعيم اليمين المتطرّف، السلطة في الأول من يناير، وقد اختار بالفعل ثلاثة من أعضاء حكومته من صفوف الجيش بمن فيهم الجنرال فرناندو أزيفيدو إي سيلفا الذي عيّنه وزيرًا للدفاع. وردًّا على سؤال عن إجراءات أوربان الصارمة ضدّ المهاجرين، ولا سيّما إغلاقه حدود المجر أمام المهاجرين في عام 2015، فضّل بولسونارو أن يناقش الوضع في بلده. وقال «لقد كنت ضد قانون الهجرة الأخير (الصادر في العام 2017)، الذي جعل من البرازيل بلدًا بلا حدود.. لا يمكننا السماح بالدخول العشوائي لكلّ أولئك الذين يأتون إلى هنا، فقط لأنهم أرادوا أنّ يأتوا». جايير ميسياس بولسونارو سياسي برازيلي من الحزب الاشتراكي الليبرالي البرازيلي وقائد عسكري سابق ولد في 21 مارس 1955 في بلدة غليسيريو في ساو باولو في البرازيل. كان وكان عضوا في مجلس النواب عن حزبه منذ عام 1991. وهو شخصية مثيرة للجدل في البرازيل، ومعروف بآرائه السياسية اليمينية المتطرفة والشعبوية، بما في ذلك تعليقاته المساندة للديكتاتورية العسكرية التي حكمت البرازيل في الفترة من 1964 إلى 1985 وصِفت طبيعة آراء بولسونارو السياسية بالوطنية واليمينية الشعبوية وهو معروف بتأيده ودفاعه عن سياسات ومواقف اليمين المتطرف، في حين يدَّعي مؤيديه من الشعب أن مواقفه تنسجم أكثر مع السياسة المحافظة اليمينية التقليدية. وتتألف قاعدته الانتخابية بصورة رئيسية من الشباب التي عادةً ما تتراوح أعمارهم ما بين ال16 حتى ال24 عامًا، والطبقة العاملة الوسطى والطبقة العليا المتركزة أساسًا في المنطقة الجنوب شرقية من البلاد، وعموم المحافظين، والخريجين الجامعيين، وبعض الوسطيين السياسيين، إضافةً إلى التيار اليميني المسيحي. يعد بولسونارو مناهضًا لحقوق المرأة ومؤيدًا لحيازة السلاح حيث أبدى معارضته لمعظم أشكال قوانين تنيظم والتحكم بحيازة الأسلحة النارية في البلاد، فيرى أن المواطنين الملتزمين بالقانون يتمتعون بحق في الدفاع عن أنفسهم (ولاسيما المواطنون الذي يعيشون في المناطق الريفية).