نُقل النائب اليميني المتطرّف جايير بولسونارو المرشح الأوفر حظا للفوز في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية البرازيلية التي ستجري الشهر المقبل، الى مستشفى في ولاية ساوباولو الجمعة، غداة خضوعه لجراحة عاجلة بعد تعرّضه للطعن في بطنه أثناء حملته الانتخابية من قبل ناشط يساري سابق. وقالت متحدثة باسم مستشفى سانتا كازا في مدينة جويز دي فورا إن "المريض جايير ميسياس بولسونارو نقل الى مستشفى البيرت اينشتاين"، دون ان تقدم مزيدا من التفاصيل. وأصيب بولسونارو البالغ 63 عاما "بجرح في البطن نجم عن أداة حادة" بعد ان طعنه ناشط يساري في مدينة جويز دي فورا في جنوب شرق البلاد. وفي مؤتمر صحافي بعد العملية الجراحية الخميس، أوضح الأطباء أن النائب "مصاب بثلاثة جروح خطيرة في الأمعاء". ويبلغ عدد سكان مدينة جويز دي فورا نحو 700 ألف نسمة وهي تقع في ولاية ميناس جيرايس (جنوب شرق). ووقع الاعتداء خلال تجمع لمؤيدي بولسونارو. وكان فلافيو بولسونارو نجل المرشح، صرح على تويتر أنّ والده تعرّض للطعن. وتحدث أولا عن "جروح سطحية"، لكنه كتب على حسابه في وقت لاحق "لسوء الحظ، الأمر أكثر خطورة مما اعتقدنا". من جهته، صرح متحدث باسم الشرطة العسكرية في ولاية ميناس جيرايس حيث تقع بلدة جويز دي فورا، لوكالة فرانس برس أنّ المشتبه به وهو رجل يبلغ من العمر 40 عاما، اعتُقل على الفور. وأشار إلى أنه كان "يحمل سكينًا ملفوفًا بقطعة قماش". وأفاد تقرير أولي للشرطة العسكرية أن الرجل الذي طعن المرشح شن هجومه "لأسباب شخصية" و"بأمر من الله". وذكرت الشرطة العسكرية في تقريرها "قال لنا إن الاعتداء دوافعه أسباب شخصية لم نتمكن من فهمها" لأنه "قال أيضا في بعض اللحظات أنه عمل بأمر من الله". وحسب تسلسل وقائع الحادثة التي جرت عند الساعة 15,00 (18,00 ت غ) من يوم الخميس، غادر المهاجم أديليو فيسبو دي أوليفييرا (40 عاما) "منزله وهو يحمل سكينا" لينضم إلى مسيرة مؤيدي بولسونارو. وأظهرت لقطات تلفزيونية بولسونارو محمولاً على أكتاف مناصريه قبل تلقّيه ضربة عنيفة تحت الصدر وإجلائه من المكان. وكان في أوج الحملة ويرتدي قميصا أصفر ويحيي الحشد في شارع مكتظ في خويز جدي فورا عندما تعرض للهجوم الذي يعد حدثا نادرا خلال حملة انتخابية في البرازيل مع أنها تشهد باستمرار أعمال عنف. وأعلن ناطق باسم الشرطة العسكرية في ميناس جيرفايس لوكالة فرانس برس أن المشتبه به رجل في الأربعين من العمر وأوقف على الفور. وأوضح أنه كان "يحمل سكينا لفها بقطعة قماش". وأضاف أن الشرطة تحاول تحديد ا إذا كان تحرك بدوافع سياسية أو لأسباب نفسية. وأكدت المحكمة الانتخابية العليا لفرانس برس أن المهاجم كان عضوا في الحزب اليساري المتطرف حزب الاشتراكية والحرية وأكد انه شن هجومه "تلبية لامر الهي". وقالت الشرطة لفرانس برس ان بولسونارو المحامي المدافع بشدة عن حيازة الاسلحة لمكافحة الإجرام، كان يتمتع بحماية من الشرطة الفدرالية بصفته مرشحا لرئاسة الجمهورية. وطلب الرئيس ميشال تامر مساء الخميس من وزير الأمن راوول يونغمال "تعزيز أمن المرشحين وإجراء تحقيق صارم"، كما قال ناطق باسم الرئاسة لفرانس برس. وبولسونارو المعجب جدا بالحكم الديكتاتوري العسكري (1964-1985) يطلق باستمرار تصريحات عنصرية أو ضد النساء أو ضد المثليين. وفي تصريحات لقناة "تي في غلوبو" قال بيدرو أوغستا ليما بوسا محامي المهاجم إن موكله أكد له أن "دوافعه دينية من نوع سياسي ولأسباب نابعة عن أحكام مسبقة يعبر عنها بولسونارو عندما يتحدث عن العرق والدين والنساء". ويأتي بولسونارو في الطليعة في نوايا التصويت في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية (22 بالمئة). وهذا ما كشفه استطلاع للرأي أجري بعد إبطال ترشيح الرئيس الأسبق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الذي كان الأوفر حظا للفوز في الاقتراع ويمضي عقوبة بالسجن 12 عاما في قضية فساد. وقد رفض قاض في المحكمة العليا في البرازيل الخميس طلب استئناف ثانيا قدمه الرئيس الأسبق المسجون لويس إيناسيو لولا دا سيلفا للطعن بقرار إبطال ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة الشهر القادم. وأدين لولا بالحصول على شقة مطلة على البحر كرشوة. وخسر محاموه استئنافا ضد إبطال ترشحه للانتخابات التي أظهرت استطلاعات الرأي إنه سيكون الأوفر حظا للفوز فيها. وأمهلت المحكمة الانتخابية حزب العمال الذي ينتمي اليه لولا، حتى 12 ايلول/سبتمبر لتقديم مرشح بديل ومنعت الرئيس الأسبق البالغ من العمر 72 عاما من إجراء حملة انتخابية. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن بولسونارو الذي ينتمي إلى الحزب الاجتماعي الليبرالي سيهزم أمام كل خصومه في الدورة الثانية.