قبل عامين كان عدد الحوادث المرورية في المملكة مرعباً، فكما تشير إحصاءات الجمعية السعودية للسلامة المرورية فإن عدد الحوادث قد بلغ أكثر من 518 ألف حادث، في حين بلغت الوفيات جراء تلك الحوادث أكثر من 8000 حالة وفاة، بينما وصل عدد المصابين إلى أكثر من 36 ألف مصاب وتعد تلك الأرقام من الأرقام المفجعة والتي تصدرت المعدلات العالمية مما حفز القائمين على استنفار الجهود وشحذ الهمم والعمل على تقديم المبادرات وتطوير الأنظمة الموجودة للحد من ارتفاع تلك الأرقام. لم تقتصر الجهود التي بذلت على نشر الأجهزة الإلكترونية والاستفادة من التقنية لرصد المخالفات من خلال نظام (ساهر) بل تجاوز ذلك ليشمل تعديلات أساسية وجوهرية في أنظمة المرور وكذلك تعديلات نظام الغرامات المالية والعقوبات على المخالفات المرورية والتي ارتفعت بشكل ملحوظ إضافة إلى انتشار رجال المرور في الطرقات داخل وخارج المدن لرصد المخالفات إلكترونياً، وغيرها من الخطوات، حيث عملت إدارة المرور مع الجهات الأخرى كالبلديات لإصلاح الطرق، ومع الصحة والتعليم لنشر رسائل التوعية المختلفة حول مخاطر مخالفة أنظمة المرور وأسباب الحوادث المرورية وآثارها. بالأمس نشرت صحيفة (مكة) وفي صفحتها الأولى خبراً بعنوان (36% انخفاض وفيات الحوادث المرورية خلال عام) وقد فرحت كثيراً بهذا الخبر والذي يظهرالانخفاض في عدد الوفيات والذي جاء نتيجة تضافر جهود العديد من الجهات المختلفة حتى وصل في العام الماضي إلى قرابة 6,000 حالة وفاة فقط بانخفاض وقدره 36% تقريباً مقارنة بالوضع قبل عامين، وقد أفاد الخبر بأن هذه النتيجة كان مخططاً لتحقيقها عام 2020 أي بعد عام من الآن تقريباً غير أن الجهود التي بذلت من القطاعات المختلفة وفي مقدمتها إدارة المرور وأمن الطرق والقطاعات الهندسية ممثلة في وزارة الشؤون البلدية والقروية وأمانات المناطق وقطاعات الصحة والتعليم ساهمت في تحقيقها مبكراً. سبق للجنة الوزارية للسلامة المرورية والتي تشكلت بقرار من مجلس الوزراء تحت مظلة مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية أن أشادت بالانخفاض الملموس للوفيات خلال العامين الماضيين والتي أعلنتها الإدارة المرورية، كما أشادت بانخفاض عدد الحوادث من 361 ألف حادث تقريباً خلال عام 1438ه إلى 285 ألف حادث خلال عام 1439ه، وذلك خلال التسعة أشهر الأولى بانخفاض وصل إلى أكثر من 20% . أتمنى أن يتواصل هذا الانخفاض في الحوادث المرورية وما يتبعه من انخفاض في أعداد الوفيات نتيجة تلك الحوادث، وكلي ثقة أن تضافر مثل هذه الجهود للجهات المختلفة وعملها كفريق واحد من شأنه أن يساهم في تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً بإذن الله لحماية مجتمعنا من مخاطر تلك الحوادث المرورية.