يفترض أن المعلم شخص له مكانة في المجتمع وهذه المكانة الهامة للمعلم لا تأتي من كونه إنساناً يعمل في مؤسسة تعليمية فحسب؛ بل تأتي من نوع العمل الذي يؤديه ومهمته في تربية الجيل، ومهنة التدريس هي أكثر وظيفة تستهلك الوقت والجهد والصحة؛ حيث أن المعلم يحتاج للتقدير وإعطائه حقوقه بدءًا من وزارة التعليم وانتهاءً بقائد المدرسة، فيجب على قائد المدرسة تشجيع المعلم والثناء عليه في إنجاز أي عمل؛ مهما كان ذلك الإنجاز بسيطاً فهو دافع إيجابي نحو المزيد من الإنتاجيه في العمل. قبل فترة قرأت مقولة ديل كارنيجي تقول «امنح الآخرين التقدير الصادق المخلص والمديح النابع من القلب وليس من اللسان فقط، فالتقدير مهم جدًا وضروري، حيث إن إحدى الرغبات المهمة للشخص والتي توازي الأكل والنوم هي الرغبة في الشعور بالأهمية فعليك أن تتخيل المعجزة التي ستحققها أنت من خلال التقدير». القائد الناجح داخل فريق العمل يعتبر بمثابة القوة الدافعة للانجاز وذلك بما يمتلكه من قدرات ومهارات وصفات تجعل جميع العاملين يتأثرون به؛ ويقدمون أفضل ما لديهم وذلك من منطق الاقتناع به والحرص على النجاح في العمل إنطلاقاً مما غرسه القائد فيهم من حب للعمل ورغبة في الإنجاز، ولكننا نلاحظ بعض القادة يهمشون من يعملون معهم بسبب موقف ما؛ أو كلمة عابرة، أو لمجرد أن المعلم رفض بعض الأعباء الإدارية، أو أن يكون بوقاً ناطقاً لآرائه فيتعرض ذلك المعلم الى التهميش التام. إذن ماذا نتوقع منه سوى أن يكون معلمًا محبطًا يؤدي العمل كالريبوت!! في حين معلم آخر يكون أقل جدية وإنتاجية؛ ولكنه يجيد التطبيل والتلميع يحصل على التقدير والمدح والثناء وشهادات الشكر لمجرد فقط أنه أصبح بوقاً للقائد؛ أو أنه تحمل بعض الأعباء الإدارية التي ليست من صميم عمله!! واخفق في عمله، لكنه في نظر قائده معلم مجتهد ومتميز!! هنا تحدث الازدواجية عند ذلك القائد ويبدأ رتم العمل في الاختلال والمفترض من القائد أن يكون ضابطاً لإيقاع العمل.