أشار فين كيدلاند، خريج جامعة كارنيجي ميلون والحائز على جائزة نوبل، إلى أن "الابتكار والتكنولوجيا هما القوى الدافعة الرئيسية للنمو الاقتصادي، وأكد أنهما سيؤديان إلى زيادة الإنتاجية في المستقبل."، جاء ذلك خلال إحدى محاضرات سلسلة ريتشارد إم سيرت المتميزة في إدارة الأعمال والتي تقدمها جامعة كارنيجي ميلون في قطر. هذا وقد ألقيت محاضرة كيدلاند تحت عنوان "اتساق السياسات ونمو الأمم"، والتي أوضح فيها تباين القدرة على التنبؤ بالمستقبل الاقتصادي من منطقة لأخرى، بل ومن دولة لأخرى. حيث أنه قد بات من المعروف أن التقدم يعتمد كليا وجزئيا على التكنولوجيا لتحويل مدخلات رأس المال والقوة العاملة إلى سلع وخدمات. "ولكن، للاستفادة من التحول التكنولوجي، يتوجب على الدول الاستثمار في رؤوس الأموال والبنى التحتية والمعدات الحديثة، بالإضافة لمواطنيها" على حد قول كيدلاند. وأضاف قائلا: "قد تكون السياسات الحكومية عاملا حاسما في هذا الصدد؛ حيث يتعين على البلدان الأصغر من حيث المساحة والتعداد السكاني تعزيز النمو الاقتصادي؛ وللمساعدة في ذلك فهذه الدول بحاجة إلى دعم قوتها البشرية وتدريب الأيدي العاملة الماهرة. ويعتبر تشجيع المواطنين على اكتساب المهارات المناسبة إحدى سبل حل تلك المشكلة، وأفضل طريقة للقيام بذلك من خلال نظم التعليم". وبوصفها جامعة بحثية عالمية، فتعتبر جامعة كارنيجي ميلون شريكا هاما يسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال البحوث والابتكارات الرائدة التي تقدمها، والتي تأتي من قبل كل من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وتلتزم جامعة كارنيجي ميلون في قطر بتدريب جيل الباحثين والعلماء القادم، مما يمكنهم من الإسهام في بناء وتعزيز قيام دولة الاقتصاد المعرفي والتي تسعى إليها الدولة بشكل حثيث. ومن جانبها فقد صرحت إحدى خريجات جامعة كارنيجي قطر بتول خليفة - والمتخصصة في الخدمات المصرفية بالبنك التجاري القطري: "أعتقد أن وجود جامعة كارنيجي ميلون في قطر يسهم بشكل فعال في تطوير الإمكانات البشرية، وبالتالي فهي عامل أساسي يدعم نمو الأمة". وأضافت قائلة: "على الرغم من تخرجي في العام الماضي من جامعة كارنيجي ميلون ، إلا أنني كثيراً ما أحاول حضور الأحداث والفعاليات التي تنظمها الجامعة، ولقد وجدت أن سلسلة المحاضرات المتميزة دائما ما تشحذ الفكر. ولقد أثارت انتباهي تعليقات الدكتور كيدلاند حول الحاجة إلى وجود آلية صارمة للحد من عدم اتساق سياسة صنع القرار في المستقبل". ويشار إلى أن كيدلاند كان قد حصل على جائزة نوبل في العام 2004 في العلوم الاقتصادية، مناصفة مع إدوارد بريسكوت، وذلك تقديرا "لمساهماتهما في بحث عن نظرية الاقتصاد الشمولي الديناميكي: الاتساق الزمني للسياسات الاقتصادية والقوى الدافعة للدورات المالية"، وفقا للموقع الرسمي لجائزة نوبل. والجدير بالذكر أن الدكتور فين كيدلاند كان قد تم منحه درجة الأستاذية من قبل برنامج ريتشارد بي سيمونز المرموق بجامعة كارنيجي ميلون، والتي حصل منها على الدكتوراه، كما أنه يعمل أستاذا للاقتصاد بجامعة كاليفورنيا في سانتا باربرا.