• الفن لا يقتصر على المجال الفني، بل هو في حياة كل إنسان كضرورة وأهمية، فما من إنسان إلا وفي حياته علاقات وتعامل وسلوك... إلخ. • لكن يبقى فن المعاملة الإنسانية من بين أهم وأبرز ما جاء في هذا الجانب من الفنون، ولذلك فقد حظى بالكثير من الدراسات والبحوث والمؤلفات في فن التعامل مع الآخرين، والعلاقات الإنسانية بشكل عام. • مما يقوله «ديل كارنيجي» في كتابه الذي يعد أوسع الكتب الجدية انتشارا كما يصفه النقاد الأمريكيون من حيث تناوله لكل ما يعنى بالعلاقات الإنسانية، بعنوان (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس)، ويكفي أن مؤلف هذا الكتاب ديل كارنيجي هو مؤسس أول معهد للعلاقات الإنسانية من نوعه في العالم أجمع، وقد قدم في هذا الكتاب خلاصة دراساته المكثفة وبحوثه الواسعة في التراجم وعلم النفس والتربية والتاريخ، وما توصل إليه من نتائج بعد تجارب دامت أكثر من عشرين سنة. ومن بعض ما يقوله: • «أجب على هذا السؤال: عندما تتأمل صورة تتضمن مجموعة من الناس أنت من بينهم، فإلى من ترسل النظر أولا؟ طبعا لصورتك أنت...». • ثم يستشهد بقول «جون ديوي»: (أعمق دافع للإنسان إلى العمل هو الرغبة في أن يكون شيئا مذكورا). • ويوجه هذه الاسئلة: «لماذا يبدي الناس اهتماما بك ما دمت لا تهتم بهم أولا؟، كيف تحاول كسب الناس واجتذاب أنظارهم دون أن يتجه نظرك إليهم أولاً؟». • ثم يقول: «دعنا نمنح الآخرين ما نحب أن يمنح لنا.. أسبغ التقدير المخلص على الشخص الآخر وأجعله يشعر بأهميته». • أما مترجم هذا الكتاب للعربية عبد المنعم محمد الزيادي فيذكر في تقديمه للكتاب: «إن هذا الكتاب لا يعلم شيئا جديدا صعب التعليم، وإنما يذكر بتعاليم ومبادئ قديمة قدم الأزل، ما أشد حاجتنا إلى أن نذكرها دائما ونعمل بها أبدا، وأحسب أن آفة الناس ليست في الجهل وإنما في التجاهل». •• وحين تتأمل ما جاء في هذا الكتاب بشكل عام، وما ذكر منه أعلاه تتجلى في أعماقك عظمة ديننا الإسلامي وتعاليمه وتوجيهاته، والتي هي حقا قديمة قدم الأزل. ومنها ما يقتبس ويدرس على مر الزمن. أليس من توجيهات ديننا «حب لأخيك ما تحبه لنفسك»، و«لا يشكر الله من لا يشكر الناس»؟ •• ومن هذا المنطلق، لا يمكن أن أتجاهل حق وواجب الشكر لمدير مكتب تعليم شمال جدة الأستاذ خالد الحارثي، ومنسوبي المكتب باسمي واسم زميلي القائد التربوي الأستاذ جمعان حجاج على لفتتهم التكريمية الكريمة بحضور مديري وقادة المجمعات والمدارس، فما غمرانا به عامة ومدير المكتب الشهم الأستاذ خالد الحارثي خاصة مساء الأحد الأول في نادي المعلمين بجدة، من اهتمام ووقت وجهد وعرفان وتكريم وحفاوة يعجز عنه اللسان شكرا وامتنانا، لكنه لم يعجز الأوفياء في تفعيله كمبدأ جبلوا عليه كتركيبة وسلوك. ولو لم يكن هذا متوافرا في تركيبة الإنسان، فلن تجعله أية قراءات (هذا إن قرأ) إلا كمن يتعلم ويعلم، ولكن لا يعمل بما تعلم وعلم لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وهذا هو السبب في حضور مثل هذه المبادرات لدى البعض، وإن تواضعت فترة وحجم العطاء، وانعدامها لدى البعض الآخر مهما كان زخم الفترة وحجم العطاء.. والله من وراء القصد. تأمل: وما استعصى على قوم منال إذا الإقدام كان لهم ركابا للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة