كثيراً ما نسمع بالفراغ العاطفي أو عبارة فاقد حنان أو حرمان عاطفي.. يا ترى ما معنى ذلك وما هو الفراغ العاطفي وكيف تكون معالجته؟. الفراغ العاطفي عبارة عن فجوة يشعر بها الفرد عندما لا يجد من يفيض عليه حناناً ومشاعر تحسسه بأهميته وقيمته الذاتية وعندما يتلفت لمن حوله ولا يجد من يفضي له بما في داخله من الحب والعواطف الطيبة، سواء من حنان الأمومة، الأبوة، الأخوة، أو الصداقة وغيرها. إننا لا نبالغ عندما نقول أن الكثير من فتياتنا وفتياننا يعانون من مشكلة الفراغ العاطفي وتعود أهم أسباب ذلك الى طبيعة تربيتنا التي لم نعتد فيها على إظهار مشاعر الحب والحنان للأبناء، ومن هنا فهناك دور أساسي للأب والأم في هذا الموضوع، حيث يجب عليهما إشباع الأبناء والبنات بالكلام الطيب وعبارات الحنان والتشجيع فهذا يساعد بشكل كبير على الاكتفاء الداخلي وعدم شعوره بالفراغ أو الضياع لوجود من يسنده ويغمره بحنانه وحبه وعواطفه، ومن الآباء من يتنبهون إلى حاجة الفتاة خاصة إلى أسرتها، لكن وللأسف فإن اهتمامهم لا يكون بالشكل المطلوب، فالاهتمام ليس توفير متطلبات الحياة أو المدارس أو الملبس بل هو أعمق من ذلك بكثير، فبالتضييق على الفتاة والمعاملة القاسية بحجة أن لا يفلت منهم لجام أبنائهم في هذه السن الحرجة ستكون بذلك النتيجة عكسية وتحس الفتاة بعدها بفراغ عاطفي داخل أسرتها مع انعدام الألفة بينهم فتبحث عنها في العالم الخارجي دون أن تكترث للعواقب الوخيمة وللحدود الشرعية بل كل همها هو سد الفراغ الذي تحس به. إن الفتاة إذا أهملت وأوصدت في وجهها الأبواب وانقطعت عنها الأسباب وصارت محرومة من البسمة والفرحة والكلمة الطيبة والقلب الحنون والبيت الدافئ بالحنان وصادف ذلك ضعف إيمان وقلة وعي حملها ذلك إلى البحث عمن يتواصل معها ويعوضها الحرمان ويشبع عاطفتها ولو كان بالعلاقة المحرمة وكثير من شباب السوء يستغلون ضعف الفتاة وشتاتها ويوقعون بها، وأخيراً أسأل الله أن يحفظ أبناءنا وبناتنا من هذا الفراغ.