لم تكن إشارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مؤسس ورئيس مؤسسة التراث الخيرية بتعديل مسمى برنامج العناية بالمساجد التاريخية إلى مسمى برنامج إعمار المساجد التاريخية، على اعتبار أن «مصطلح إعمار أشمل في المعنى من مصطلح العناية لأن الهدف الأهم هو إعمار المساجد بالصلاة»، لمحة عابرة من سموه في احتفالية افتتاح سموه لمسجد المعمار بجدة التاريخية يوم 29 شعبان الماضي، بل كان لها بعدها الدلالي المهم، المفضي إلى فهم ماهية ما تقوم به «هيئة السياحة» من ترميم لعدد من المساجد التاريخية ضمن برنامج «إعمار» تتبناه بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية، بما يضخ دماء الحياة في هذه المساجد العتيقة، ويعيد إليها المصلين، مثلما حدث في مسجد المعمار بجدة التاريخية، وقد اصطف الناس فيها لأداء الصلوات المكتوبة، وبخاصة صلاة التراويح على أضواء مصابيح الكهرباء التي تحاكي أشكال المصابيح القديمة؛ كونها أجواء يفضلها عدد من المصلين في المساجد التاريخية؛ حيث تمتزج الأجواء الإيمانية بعبق الماضي، وحرص الأجداد على صلاة التراويح جماعة في الشهر الكريم. فكرة وتنفيذ وتعود فكرة إطلاق البرنامج إلى رؤية قدمها سمو الأمير سلطان بن سلمان، بالتعاون مع معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، ولي العهد - رحمه الله - النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام -آنذاك-، إذ تفضل سموه، بالموافقة على رعاية برنامج العناية بالمساجد وإعادة بنائها وترميمها وتوثيق تاريخها، وذلك بتاريخ 16 صفر سنة (1418ه)، وقدم دعمًا للمرحلة الأولى من البرنامج بمبلغ مليوني ريال، تم تخصيصها لمسح المساجد المرصودة، وصدر توجيه سموه، بعد نجاح البرنامج في ترميم عدد من المساجد بإهداء ما تم إنجازه إلى الوزارة، وتسمية البرنامج ب(البرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية). برنامج ودعم ويمثل البرنامج الوطني لإعمار المساجد التاريخية أحد أبرز البرامج القائمة والفاعلة في حماية التراث العمراني؛ من خلال ما يشهده من مشاريع يجري تنفيذها حاليًا في مختلف مناطق المملكة بهدف الحفاظ على المساجد التاريخية؛ نظرًا لمكانتها العظيمة في الدين الإسلامي الحنيف، ولتميز طابعها المعماري الأصيل، إضافة إلى كونها أحد أهم معالم التراث العمراني في المملكة. وتم مؤخرا تأسيس البرنامج في هيئة السياحة والتراث الوطني ليمثل نقلة جديدة للبرنامج الذي تبنته مؤسسة التراث الخيرية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية منذ أكثر من 17 عاما وتم من خلاله ترميم (25) مسجدا حتى الآن في مختلف مناطق المملكة. وقد حظي البرنامج بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله-، حيث أعلن مؤخرًا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث الخيرية؛ عن تبرع خادم الحرمين الشريفين بنفقات ترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة التاريخية الذي صلى فيه الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، كما أعلن سموه بعد رعاية خادم الحرمين الشريفين مؤخرًا لافتتاح حي البجيري بالدرعية التاريخية عن رعاية خادم الحرمين لبرنامج خاص للعناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية، والذي يشمل ترميم 34 مسجدًا تاريخيًا تعمل على إنجازه كل من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض. كما تبنى الأمير سلطان بن سلمان البرنامج في إطار اهتمام سموه بكل ما له صلة بخدمة بيوت الله والتراث العمراني الإسلامي، حيث بدأت مؤسسة التراث الخيرية القيام بدورها في الاهتمام بالمساجد في المملكة، وأخذت على عاتقها منذ بداية إطلاقها للبرنامج عام 1418ه أهمية توثيق وترميم عدد من المساجد العتيقة في جميع مناطق المملكة وقراها. مشمولات نطاق العمل حصر المساجد المعنية وضع خطة علمية لتوثيقها ترميمها بالطريقة التي تضمن المحافظة على طابعها العمراني وضع برنامج زمني، وميزانية تقديرية لترميم المساجد التي تم حصرها تأهيلها وإعادة بناء بعضها وضع تصور حول إنشاء وقف استثماري يدعم ما تحتاج إليه المساجد من صيانة مستقبلاً أبرز إنجازات البرنامج حصر أكثر من (1140) مسجدا تاريخيا في مناطق المملكة ترميم وتأهيل (80) مسجدا تاريخيا في مناطق المملكة تحديد قائمة المساجد المستهدفة ذات الأولوية وعددها (130) مسجدا تاريخيا إصدار (4) كتب للتعريف بالمساجد التاريخية، بالإضافة إلى فيلمين التغطية الصحفية لأنشطة البرنامج تنظيم محاضرات عن المساجد التاريخية ضمن سلسلة المحاضرات الشهرية إعداد مخططات ترميم (130) مسجدا في مناطق المملكة بحيث تسلم للمتبرعين للتنفيذ تنفيذ مشروع التوثيق المعماري والتاريخي (أطلس المساجد التاريخية رقم1) ويشمل عدد (50) مسجدا تاريخيا، بمبلغ (1780000) ريالا تأسيس صندوق المساجد التاريخية في الهيئة لاستقبال التبرعات