أسهم ترميم عدد من المساجد التاريخية ضمن برنامج إعمار المساجد التاريخية، الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية، في عودة الحياة والمصلين ل80 مسجدا، كان آخرها مسجد المعمار بجدة التاريخية الذي افتتح الأسبوع الماضي بعد انتهاء مشروع ترميمه وشهدت هذه المساجد صلوات التراويح على أضواء مصابيح الكهرباء التي تحاكي أشكال المصابيح القديمة. مكانة عظيمة يفضل عدد من المصلين أداء صلاة التراويح والقيام خلال شهر رمضان في المساجد التاريخية، حيث تمتزج الأجواء الإيمانية بعبق الماضي، وحرص الأجداد على صلاة التراويح جماعة في الشهر الكريم. ويمثل البرنامج الوطني لإعمار المساجد التاريخية أحد أبرز البرامج القائمة والفاعلة في حماية التراث العمراني، من خلال ما يشهده من مشاريع يجري تنفيذها حاليا في مختلف مناطق المملكة بهدف الحفاظ على المساجد التاريخية، نظراً لمكانتها العظيمة في الدين الإسلامي الحنيف، ولتميز طابعها المعماري الأصيل، إضافة إلى كونها أحد أهم معالم التراث العمراني في المملكة. إعمار المساجد أعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مؤسس ورئيس مؤسسة التراث الخيرية، الأمير سلطان بن سلمان، خلال افتتاحه مسجد المعمار بجدة التاريخية، الثلاثاء، 29 شعبان 1439، عن تعديل مسمى برنامج العناية بالمساجد التاريخية إلى مسمى برنامج إعمار المساجد التاريخية، لافتا إلى أن مصطلح إعمار أشمل في المعنى من مصطلح العناية، لأن الهدف الأهم هو إعمار المساجد بالصلاة. وتم مؤخرا تأسيس البرنامج في هيئة السياحة والتراث الوطني ليمثل نقلة جديدة للبرنامج الذي تبنته مؤسسة التراث الخيرية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية منذ أكثر من 17 عاما وتم من خلاله ترميم 25 مسجدا حتى الآن في مختلف مناطق المملكة. نفقات الترميم حظي البرنامج بدعم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إذ أعلن مؤخرا الأمير سلطان بن سلمان، عن تبرع خادم الحرمين الشريفين بنفقات ترميم مسجد الحنفي في جدة التاريخية الذي صلى فيه الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- كما أعلن بعد رعاية خادم الحرمين الشريفين مؤخراً لافتتاح حي البجيري بالدرعية التاريخية، عن رعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز لبرنامج خاص للعناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية، والذي يشمل ترميم 34 مسجداً تاريخياً تعمل على إنجازه كل من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض.
خدمة بيوت الله تبنى الأمير سلطان بن سلمان البرنامج في إطار اهتمامه بكل ما له صلة بخدمة بيوت الله والتراث العمراني الإسلامي، حيث بدأت مؤسسة التراث الخيرية القيام بدورها في الاهتمام بالمساجد في المملكة، وأخذت على عاتقها منذ بداية إطلاقها للبرنامج عام 1418 أهمية توثيق وترميم عدد من المساجد العتيقة في جميع مناطق المملكة وقراها. وتعود فكرة إطلاق البرنامج إلى رؤية قدمها الأمير سلطان بن سلمان، بالتعاون مع وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ، إلى الأمير سلطان بن عبدالعزيز- رحمه الله- إذ تفضل بالموافقة على رعاية برنامج العناية بالمساجد وإعادة بنائها وترميمها وتوثيق تاريخها، بتاريخ 16 صفر 1418، وقدم دعماً للمرحلة الأولى من البرنامج بمبلغ مليوني ريال، تم تخصيصها لمسح المساجد المرصودة، وصدر توجيهه بعد نجاح البرنامج في ترميم عدد من المساجد بإهداء ما تم إنجازه إلى الوزارة، وتسمية البرنامج بالبرنامج الوطني للعناية بالمساجد التاريخية.