تكوَّنتْ دولة إسرائيل 1948م على مساحة تبلغ ما نسبته 56% من المساحة الكلية لفلسطين.. منذ البداية كانت إسرائيل تُخطّط للاستيلاء على كامل الأراضي الفلسطينية، من هنا جاء عدم ترسيم حدودها مع جيرانها، وهي متفرِّدة بذلك بين دول العالم أجمع وذلك تأهبًا للتوسُّعات القادمة.. وبالفعل من خلال حرب 1967م وحرب 1973م وما تبعتها من اتفاقيات أصبحت إسرائيل تحتل 78% من المساحة الكليَّة لفلسطين، بما في ذلك الثلث من مساحة غزةوالقدس بشقيها الشرقي والغربي، ولم يتبقَّ للفلسطينيين سوى 22.6% من المساحة الكليَّة لفلسطين.. حينئذ كانت مساحة القدس بشقيها الشرقي والغربي 21 كم مربعًا، فعمدت إلى توسعتها بغرض: إنقاص النسبة السكانية للعرب فيها، وزيادة نسبة اليهود المستوطنين، ولتحقيق الهدف الأول، اتبعت وسائل عديدة، منها: - منذ اللحظة الأولى من الاستيلاء على القدس في 5 يونيه 1967م بدأت الجرافات تنفيذ مهمتها الأولى بتجريف حي المغاربة بالكامل وبنوا مكانه الحي اليهوديّ فهدَّموا 800 منزل في يومين، وطردوا 4000 فلسطيني.. واستمرَّت عمليات هدم منازل المقدسيين ومدارسهم ومستشفياتهم ونواديهم أو إغلاقها ليضطّروا للرحيل. - سن 18 من القوانين المجحفة التي تخالف جميع القوانين الدولية، تمكِّنهم من سلب ممتلكات المقدسيين. - سحب بطاقات الهويّة المقدسية من 14600 أسرة، ورفض إعطاء الهويّة المقدسيّة لأبناء الأسر المختلطة، ويزيد عددهم عن 10 آلاف، فبذلك لا يستطيعون دخول القدس. - التضييق على المقدسيين في حياتهم، وتنكيلهم بشتى الطرق ليضطروا للرحيل، من ذلك بناء الجدار الذي شكل لهم عائقًا مريرًا في تنقلاتهم، فمشوار دقائق أصبح يستغرق ساعات. - أوجدوا المعابر التي يستغرق الوقوف أمامها لساعات.. كما أقام الاحتلال أكثر من 85 نقطة تفتيش و572 حاجزًا في الطرق تتكفَّل وحدها بتحويل حياة الفلسطينيين إلى جحيم يومي. - باستكمال الطرق الالتفافية والمستعمرات اليهودية والحدائق التوراتية تُكمل حصار الأحياء الفلسطينية من جميع الجهات، بحيث من يدخل القدس ويخرج منها، لا يرى أحياء عربية نهائيًا. كل هذه المعاناة والمقدسيون باقون، صامدون، مرابطون ويشكِّلون أغلبية سكانية بنسبة 56% في مدينة قطرها 20 كم.