بدأت الكوريتان في تفكيك مكبرات الصوت التي كانت تنشر دعاية مضادة من على الحدود شديدة التحصين بينهما، بموجب تعهد في القمة التاريخية التي جمعت الرئيسين مون جاي إن، وكيم جونغ أون. ويعد الإجراء أول خطوات عملية نحو المصالحة. وباستثناء فترات توقف قليلة، بث الجانبان دعاية مضادة عبر مجموعات ضخمة من مكبرات الصوت كشكل من أشكال الحرب النفسية. وكانت كوريا الجنوبية تبث مزيجا من الأخبار والأغاني الشعبية الكورية ونقدا لنظام جارتها الشمالية، بينما كانت بيونغ يانغ تشيد بالنظام الاشتراكي لديها وتنتقد حكومة سيول بشدة. واستعجالا لإتمام المصالحة، طلب مون طلبا من أنطونيو غوتيريش الأمين العام الأممالمتحدة في مكالمة هاتفية المساعدة في التأكد من إغلاق كوريا الشمالية المزمع موقعها للتجارب النووية. ومن الواضح أنه رغم الضجة الكبرى المثارة حول كيم جونغ أون بحكم الوضع الحالي لكوريا الشمالية، فقد خطف مون الأضواء بابتسامته الصافية، وقدرته الفائقة على ترويض كيم. وقد بلغ من دقة التصويب أو الترويض أن كيم راح يضحك ويطلق النكات ويستمع للموسيقى والأغاني الجنوبية القديمة. وُقد لِد مون في 24 يناير 1953، في جيوجي بكوريا الجنوبية، بين خمسة أبناء هو أكبرهم. وكان والده لاجئًا من كوريا الشمالية، ترك مدينة هامهونج- التي نشأ فيها- واستقر في جيوجي، التي عُمِل فيها ك»أجير» بأحد المعسكرات. والتحق مون بجامعة كيونجي في سيول، حيث تخصص في القانون، بعد أن استقرت عائلته في مدينة بوسان. وفي 1970، ألقي القبض عليه على خلفية قيادته تظاهرات ضد الحاكم العسكري بارك تشونج هي - والد رئيسة كوريا الجنوبية المعزولة. وفي وقت لاحق، خدم «مون» في القوات الخاصة الكورية الجنوبية قبل أن يُصبح محاميًا حقوقيًا. وبعد أن أصبح محاميًا، عمل في شراكة مع رئيس كوريا الجنوبية السادس عشر روه مو هيون، الذي جمعته معه علاقة صداقة حتى انتحار الأخير عام 2009، ولمون طفلين، وهو متزوج من «كيم جونج سوك». سياسيا، دخل مون، الذي يتزعّم عن الحزب الديمقراطي- حزب يسار الوسط- في انتخابات عام 2012 أمام السيدة بارك، وبعد فضيحة بارك التي كلّفتها منصبها، نصّب مون نفسه مسؤولًا عن إدارة البلاد ومعالجة ما أفسدته فضائح رئيسة كوريا الجنوبية السابقة. وقال مون وهو يُدلي بصوته «أشعر أن الشعب في حاجة ماسة لتغيير الحكومة.» لقد راهن «مون» على إحداث تحول حقيقي في الموقف السياسي تجاه كوريا الشمالية، ومن الواضح أنه نجح.