الشباب هو موسم الأمل والعمل، هم الشريحة الأكثر حيوية وتأثيرًا في أي مجتمع قوي، وهم عماد المستقبل ووسيلة التنمية وغايتها.. بالشباب تزدهر الشعوب والأمم لإسهامهم بالدور الفعال في تشكيل ملامح الحاضر واستشراق آفاق المستقبل، وإذا كانوا اليوم يمثلون نصف الحاضر فإنهم في الغد سيكونون كل المستقبل.. ولا يقوى المجتمع الا بشبابه ولا تبنى الأوطان إلا بسواعد شبابها.. وعندما يكون الشباب معدًا بشكل سليم وواعيًا ومسلحًا بالعلم والمعرفة فإنه سوف يصبح أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحاضر وأكثر استعدادًا لخوض غمار المستقبل. ومرحلة الشباب مرحلة عمرية مفصلية في حياة الإنسان، إذ تتفتح فيها أمامه آفاق وأبعاد شاسعة يترسم من خلالها مساره ويتخذ على إثرها دربه.. هي مرحلة بداية الانطلاق في الحياة بما فيها من قوة ونشاط وحيوية وطاقة متجددة تساعد على العمل والإنتاج، قال عليه الصلاة والسلام «اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك». وحكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظها الله- تراهن دومًا على الشباب في كسب رهانات المستقبل، لإدراكها العميق بأنهم العنصر الأساسي في أي تحول تنموي ديمقراطي، وهي مع القول «إن قوة وأمن أي مجتمع يتوقفان على تفكير شبابه السليم وخلقهم القويم» ونزولا عند الحكمة القائلة «ما لم تزهر الشجرة في الربيع فمن العبث أن تتوقع منها ثمرًا في الخريف». وعندما نتحدث عن الشباب فإننا نعني بلا شك تلك التحولات الجذرية الكثيرة التي يصاحبها، ولعل أبرزها توسع دائرة المدركات العقلية والانفتاح على العالم.. وتتضح أدوارهم بالمساعدة في إنشاء المشاريع الخدمية الهامة لسير حياة المجتمع، القيام بمؤتمرات علمية وورش عمل ونقاشات من شأنها توسيع المعرفة وتحفيز العقل لاستقبال إنتاجات فكرية جديدة «مشروع نيوم»، التخطيط للبيئة المحلية وكيفية الحفاظ عليها، كالتخطيط المتقن للاقتصاد والتعليم وأماكن الترفيه والرياضة «رؤية 2030»، المشاركة بقضايا الرأي العام والمناصرة لقضايا حقوق المرأة «قيادة المرأة للسيارة». ويلعب الشباب دورًا هامًا في الحفاظ على هوية الوطن، والمساهمة والعمل في الدفاع عنه وحمايته وإعمار البلاد وتطويرها، وحفظ أموال الدولة وإنمائها.