من شهرة مدينة الورد والثلج إلى لقب بوابة الشمال وكنز الآثار هاهي منطقة تبوك تزهو وتزدهي فرحا وهي تسجل حضورها القوي على خارطة مدن العالم المتقدم تقنيا وعلميا واقتصاديا بعد احتضانها أحدث وأقوى المشاريع بداية (بجسر الملك سلمان، مشروع البحر الأحمر، مدينة نيوم) لتكون بذلك بوابة العالم والوجهة الشمالية الغربية الأكثر حيوية والتي تجمع نخبة من أفضل العقول وأمهر الكفاءات لصناعة نموذج يقتدى به. فكيف يمكن استقراء تلك المرحلة التي تأخذنا نحو الأحلام والمستقبل الجديد وكيف يمكن أن ينظر شباب تبوك وجامعة تبوك ورجالات أعمالها -تحديدا- لتلك المرحلة التي تتطلب إعادة تعريف الطموح والاستثمار غير التقليدي لشيء مختلف، مبتكر، مبهر، يشبه ذلك الفارق الكبير الذي ألمح إليه ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان وهو يشير إلى هاتفين مختلفين قيمةً وكفاءةً. وجهة عالمية للاستثمار بداية ثمن عميد إدارة الأعمال ومعهد البحوث والاستشارات بجامعة تبوك د. توفيق العنزي إعلان صاحب السمو الملكي ولي العهد محمد بن سلمان مشروع الحياة «نيوم»، كأول مدينة سكنية، واقتصادية، وسياحية، تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة، والتقنية العالية في الخدمات، وقبل ذلك تم الإعلان عن مشروع البحر الأحمر كأضخم مشروع سياحي في العالم، وفي فترة سابقة أعلن أيضا عن مشروع جسر الملك سلمان والذي يربط بين قارتي آسيا وأفريقيا، وأوضح أن هذا الحراك الاقتصادي، السياحي، والمدن التي تنشأ من العدم، وتأسيس مناطق تربط العالم، كلها تقع في منطقة تبوك التي يتوفر بها الكثير من المميزات التي لا يمكن أن تتوفر في أي مكان آخر. وبين د. توفيق أن منطقة تبوك تتميز بمناخ معتدل في الصيف، وثلوج في الشتاء، وطبيعة متنوعة، كما تتوفر بها أفضل منطقة في العالم لتوليد الطاقة الشمسية، وكل تلك المميزات تجعل منها وجهة عالمية للاستثمار في جميع القطاعات، السياحية أولا، ومشاريع توليد الطاقة المتجددة، والمشاريع الزراعية، حيث إن المنطقة تقع تحت خزان مياه جوفية كبير جدا، وأيضا اقتراب المنطقة من أماكن مرور التجارة العالمية. وأشار العنزي إلى أنه من الناحية الاقتصادية، سوف تزيد تلك المشاريع من الناتج المحلي، فسوف تفتح المجال للتصدير البري لقارة أفريقيا، وقارة آسيا، وتوفر معبرا آمنا للتجارة، ويقلل من تكلفة النقل للشركات، وتجعل من حركة المرور ما بين القارتين أسهل، ليزيد عدد المسافرين ما بين القارتين، ويرفع عدد المعتمرين والحجاج كون تكلفة السفر سوف تقل، كما أن الممر سوف يكون مشغولا بالعديد من مشاريع الفنادق ومحطات الوقود والخدمات. أفضل المناطق جذباً للمستثمرين وزاد علينا أن لا ننسى ما سوف يتم في مشروع البحر الأحمر من مشاريع سياحية تضم العديد من الفنادق العالمية التي تسعى إلى الوصول لأفضل الأماكن تواجدا في العالم، ومن ضمنها المنطقة التي حددت للمشروع وهي منطقة غاية في التنوع البيئي، مما يجعلها من أفضل المناطق جذبا للمستثمرين، كما ستقدم مصادر دخل إضافية من خلال المشاريع الصناعية، وحركة النقل والتصدير. واستطرد بأنه من الأمور المنطقية أن يتم إنشاء مصانع متعددة في جميع أنحاء منطقة تبوك، وليس فقط في مناطق المشاريع، بل إن من الأفضل لأي مستثمر أن يكون قريبا من معابر التصدير، ومن المصادر اللوجستية، فكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة، قد لا تتحمل تكلفة إنشاء المصنع في مدينة نيوم، ولكن يمكن أن ينشأ المصنع في مكان قريب في منطقة تبوك، ويستفيد من الخدمات التي تقدمها مدينة نيوم، وجسر الملك سلمان، والذي يقدر له أن يكون حجم التجارة المارة من خلاله يصل إلى مليار دولار سنويا. وأكد بأن تلك المشاريع سوف تساهم في زيادة عدد الوظائف والتشغيل، حيث يتوفر عدد لا يقل عن مليون وظيفة، تساهم في الحد من نسبة البطالة في المجتمع السعودي. واستطرد يكمن التحدي في إعداد الكوادر المؤهلة لأن العدد الكبير من الوظائف سوف يركز على المؤهلين التقنيين والصناعيين والسياحيين، وهي مهمة تقع على عاتق الجامعات السعودية في تأهيل تلك الكوادر، وهو الأمر الذي بدأت به جامعة تبوك فعليا، حيث تم التخطيط لتوجيه الخطط الدراسية لدى كلياتها لتوفير عدد من الخريجين الذي سيلبون الطلب العالي للتشغيل في تلك المشاريع، وكان أول ما بادرت به الجامعة هو تأسيس كلية للسياحة في أملج، تؤهل لشغل وظائف المشاريع السياحية في مشروع البحر الأحمر ومشروع نيوم، وهذا الكم الكبير من الوظائف، سوف يكون لشباب منطقة تبوك النصيب الأكبر منه، حيث إن منطقة تبوك يتوفر بها نسبة عالية من الشباب، مثلها كمثل باقي مناطق المملكة، إلا أن تنوع الثقافات في المنطقة يمنحها ميزة إضافية تجعل من شبابها متقبلين لفكرة الأعمال الحرفية والمهنية، وسوف تساهم تلك المشاريع أيضا في رفع مستوى معيشة المجتمع في منطقة تبوك. استقراء مستقبل تلك المشاريع كما نوه العنزي أن تلك المشاريع بالتأكيد سوف يكون لها الأثر الكبير على مجتمع منطقة تبوك، حيث تغير من طموحات شبابها، وتغير من توجه المشاريع الاستثمارية فعلى الجميع استقراء مستقبل تلك المشاريع بدقة، ومعرفة مكوناتها، وهي الفرصة التي يجب على كل شاب من شباب منطقة تبوك أن يعيد التفكير جيدا في طموحه، ليكون عنصرا هاما في أحد تلك المشاريع فالفرصة متاحة لهم من خلال دراسة تخصص معين يكون له مستقل واعد ويحقق من خلاله الأمان الوظيفي الذي يسعى له، ليس فقط أنه سيكون مطلب للشركات القادمة، بل إنه المتميز عن غيره من المتقدمين، فهو الذي يعي معالم المنطقة، ولا يجب عليه الهجرة والعيش في أماكن بعيدة عن أسرته، كذلك يجد المستثمر من أهل المنطقة أن عليه إعادة التفكير في استثماراته، وتوجيهها إلى ما يخدم تلك المشاريع. دور الجامعات ويوضح الأكاديمي المتخصص في الإدارة بجامعة تبوك د. فهد العلي أنه بعد إعلان صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء رائد رؤية المملكة 2030 -يحفظه الله-، عن مشروع (نيوم) تكون منطقة تبوك قد دخلت إلى العالمية بمستقبل زاهر وواعد، يكون له التأثير الإيجابي على المنطقة والمملكة والعالم أجمع من جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والصناعية والتقنية والثقافية، ولهذا سوف ينعكس بالفائدة على أبناء منطقة تبوك بحكم أن المشروع يقع على موقع متميز في المنطقة ومع ثلاث دول وسوف يغير من مستوى المعيشة ونمط العيش في المنطقة. مؤكدا أن المشروع يحتاج في مرحلة البناء إلى كميات هائلة من مواد البنية التحتية والخدمات المرتبطة بها فهي فرصة للمؤسسات والشركات في المنطقة للدخول مع الشركات العاملة على بناء هذا المشروع الضخم، حيث يشمل مشروع نيوم الهائل تسع قطاعات مختلفة ومهمة للبشرية في عصر تطور التقنيات الذكية في كافة المجالات. وأردف العلي أن كل قطاع من هذه القطاعات التسع يحتاج إلى قوى عاملة مؤهلة ومدربة للعمل في هذه القطاعات وهي تعتبر فرصة لأبناء منطقة تبوك حيث سيوفر المشروع فرص عمل كثيرة ومتعددة ومتنوعة وللحصول على تلك الفرص لابد من تأهيل أبناء المنطقة في التخصصات المختلفة التي يحتاجها مشروع نيوم. متوقعا بأنه ومع توفر فرص العمل ووجود سبل عيش متطورة في نيوم، فإن الحياة الاجتماعية للعاملين والمواطنين في نيوم سوف تكون حياة مختلفة عن السابق وبشكل إيجابي. وقال لاشك بأن دور الجامعات مهم جدا في تحقيق رؤية المملكة 2030 وبرامجها المختلفة كونها المسؤولة عن تأهيل الشباب السعودي للعمل في القطاعات المختلفة التي تشملها الرؤية، وحيث إن تحقيق الرؤية وبرامجها يعتمد على الموارد البشرية المؤهلة والمدربة، فإن الجامعات عليها التأكد من برامجها الأكاديمية والتأهيلية بأنها تلبي احتياجات سوق العمل في مشاريع الرؤية. وبهدف تلبية احتياجات سوف العمل في قطاعات نيوم، فإن دور الجامعات وخاصة جامعة تبوك بحكم قربها من المشروع وبهدف تأهيل أبناء منطقة تبوك والأجيال القادمة، أن تعمل على طرح تخصصات أكاديمية تلبي احتياجات القطاعات المختلفة في مشروع نيوم ويكون لها السبق في ذلك والتخصصات التي من الممكن أن تشمل التقنيات الذكية، وتقنية المياه والزراعة والإعلام والإنتاج الإعلامي والطاقة المتجددة وكذلك الفندقة والسياحة وغيرها، كما أن الجامعات لديها فرصة لتوجيه البحث العلمي والتطبيقي على مواضيع تخدم المشروع وكذلك إنشاء مراكز بحثية متخصصة في الطاقة المتجددة والتقنيات الذكية والروبوتات وكذلك الخدمات اللوجستية للمشروع، مؤكدا أن جامعة تبوك لديها التوجه لطرح مبادرات تخدم هذا المشروع الضخم، كما أن الجامعة بادرت بوقت سابق بطلب إنشاء كلية للسياحة لخدمة مشروع البحر الأحمر ومشروع نيوم. وبناء على النظام الجديد للجامعات والذي هو تحت المراجعة، فإنه يجوز للجامعات إنشاء شركات استثمارية، يمكنها الدخول في الاستثمارات المختلفة في مشروع نيوم، وخاصة في مشاريع التقنيات الذكية والصناعات في القطاعات المختلفة للمشروع. نقلة اقتصادية كبرى وأكد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بتبوك سعيد العسيري، على أهمية ما تحقق لمنطقة تبوك من نقلة اقتصادية كبرى بعد الإعلان عن تلك المشاريع التي تضعها في واجهة الاهتمام العالمي استثماريا وسياحيا وتجاريا مشيرا إلى أن الغرفة التجارية الصناعية بتبوك تدرك أهمية الدور المناط في هذه المرحلة وستتعامل مع جميع المستجدات والمتغيرات الاقتصادية في هذه المرحلة وما يليها من مراحل لتحقيق رؤية المملكة 2030 بالتعاون مع شركائنا المتخصصين بهذا الشأن ومن هنا يأتي حرص مجلس الادارة للأخذ بعين الاعتبار الحراك الاقتصادي الذي تشهده منطقة تبوك وسنسعى بكل ما توفر من إمكانيات ودراسات حديثة لدعم رجال الأعمال وفق اللوائح والدراسات المنظمة لتلك المشاريع الجبارة وغيرها من المشاريع الاستثمارية بالمنطقة خاصة في مرحلة تأسيس البنى التحتية لتلك المشاريع باعتبار أن المنطقة ستكون الداعم الأول والنقطة الخلفية التي يأتي منها الدعم وهي مهيأة لتقديم العديد من الخدمات مضيفا أن من أهم القطاعات التي نتوقع انتعاشها وحضورها بقوة في تلك المرحلة قطاع المقاولات وما يتبعه من خدمات. وأضاف أن غرفة تبوك تخطط وتتطلع قريبا لإقامة ملتقى اقتصادي وسياحي يسلط الضوء على ما تتمتع به تبوك من فرص استثمارية وقيم نسبية لا تتوفر بغيرها من المناطق، كما نعمل على تحفيز القطاع الخاص بالشراكة مع القطاع العام لتحقيق التكامل بينهما باعتبارهما شركاء في التنمية وفق رؤية 2030. المكاسب لا تقاس بالعائدات المالية فقط من جانبه أكد وكيل جامعة تبوك للدراسات العليا والبحث العلمي د. راشد الشريف أن منطقة تبوك تفتخر بإطلاق المشروع العالمي الضخم في منطقتها والذي يربط ثلاث قارات في موقع واحد، وبذلك سجلت على خارطة العالم، الأمر الذي سيعزز المشروعات التنموية بمنطقة تبوك وسيسهم بطبيعة الحال في تدعيم الحركة الاقتصادية والتنموية. موضحا أن المكاسب لا تقاس بالعائدات المالية فقط، فمن المؤكد أن هذه المشاريع ستحقق رؤية البلاد لتصبح من ضمن المدن الأكثر تطورا، فهي خطوة نحو تحول جذري من الاقتصاد القائم على النفط نحو الاقتصاد القائم على المعرفة والريادة. إضافة إلى أن منطقة تبوك ستكون مثال حي ونموذج يحتذى به في الشراكة بين القطاعين العام والخاص. كما أن فرص العمل تتنوع لتشمل الفنادق والمنتجعات ومراكز المؤتمرات ومراكز البحوث والمراكز التجارية والمدن الترفيهية ومراكز الخدمات اللوجستية والمجمعات الصناعية. إضافة إلى منطقة تبوك مقبلة على نمط اقتصادي سياحي لوجستي كبير وعليه فإن أصحاب المواهب والمهارات الإبداعية مطالبين بالكشف عن هذه المواهب لتنمو وتصبح قادرة على الاستدامة. وطالب الشريف القطاعين العام والخاص بتوفير الدعم لرعاية هذه المواهب وزيادة الدعم الموجه لأبحاث التنمية للارتقاء بالمواهب الشابة من مستهلكي التقنيات الآخرين إلى المشاركة في ابتكار تلك التقنيات، كما لا بدّ من دعم أصحاب المواهب والمهارات الإبداعية بابتعاثهم إلى دورات معمقة ومتخصصة في الدول التي خاضت تجارب مماثلة للاستفادة من تلك التجارب الناجحة. د. فهد العلي د. راشد الشريف سعيد العسيري د. توفيق العنزي