* (تخيلوا لو أنّ أسلافَنا الذين عَاشوا في العام (1900م)، وكانوا يسافرون بالدّوَاب والعَرَبات التي تجرها الخيول، والذين كانت اتصالاتهم الدولية لا تتجاوز رَفْعَ أصواتهم والزّعيق لبعضهم، أولئك الناس لو أنهم شاهدونا اليوم والهواتف المحمولة لا تُفَارق آذَانَنَا، و»الفيس بوك، والتويتر، والواتساب» يجمع بيننا صباحَ مساءَ أَنّى كانَ مَكَاننا، ورأوا سفَرَنَا بالطائرات إلى غير ذلك مما نمتلكه من مخترعات.. حينها سيعتبروننا «سَحَرَة» لأننا أتينا بالمعجزات...)!. * تلك الكلمات مقدمات قالها البروفيسور الأمريكي (ميتشيو كاكو) أستاذ علم الفيزياء في أحد حواراته حول كتابه (فيزياء المستقبل)؛ حيث انطلق بِنَا بعدها في رحلة قصيرة نُغْمِض فيها أَعْيننا؛ لِنَتَخَيّلَ فيها أننا نصحو صباح يوم من أيام سبتمبر «سنة 2112م» فماذا سنرى؟. * (بالتأكيد «الذّكَاء» سيكون حاضراً في كل مكان، بل «شِدة الذّكَاء» سيحتضن المكان واللا مكان، والأطفال سيتلاعبون بالأشياء مِن حولهم بمجردِ مخاطبتها أو التفكير فيها، ولأنَّ أول ما سَنُرِيد معرفَته بمجرد الاستيقاظ هو ما الذى يجرى في العَالَم؟ سوف نضعُ «عَدَسَاتِنَا اللاصِقَة الذّكِيّة»، التي في غَمْضَة عَيْنٍ ستجعلنا أونلاين، لِنَجِد ما نبحث عنه ونُفكِّر فيه، بعدها سنذهب بسياراتنا إلى العمل بمجرد التفكير في ذلك، وبالحديث إليها سنتحكم فيها!!. * في ذلك العام حينما تُكَلِّمُ «شخصاً ما» فإنك سوف ترى بالتزامن سيرَتَه الذاتية من خلال عدستك اللاصقة الإلكترونية، وإذا خاطبك «شخص ما» بالصينية فإن تلك العدسَة ستُتَرِّجم عباراته مباشرة إلى لُغَتك الأصليّة، كما أن طبيعة الطب سوف تتغير من محاولتها إنقاذ الحياة إلى الوصول لإعادة ترتيب الجِيْنُوم البشرى...)!! * وأضاف «البرفيسور ميتشيو كاكو»: (مِن بين جميع الأجيال التي وطأتْ كوكب الأرض، نحن أول جيل يشهد بداية الحضارة الكوكبية، حيث نصنف نحن الفيزيائيين الحضارات بحسب الطاقة إلى «النمط واحد» وفيه تستخدم الطاقة المتاحة على الكوكب ككل، ونحن بالفِعْل في طريقنا إلى ذلك خلال مائة عام، حيث السيطرة على المناخ وتقلباته وزلازله وبراكينه، أما «النمط اثنان» فهو النمط النّجْمِي، الذي فيه التّحَكّم بالنجوم، ثم النمط الثالث الذي تتم السيطرة فيه على المجرة كلها بما فيها درب التبانة. * كل تلك السيطرة تنتظر «أحفاد أحفاد أحفادنا»، وهي تبدأ بكلمة واحدة يكرهها معظمنا ويرونها معقدة على الرغم من أنها تخص جميع تفاصيل حياتنا، إنها (فِيْزيَاء)! * طبعاً الغيب في عِلْم الله تعالى؛ لكن المستقبل دائماً له إرهاصاته، ويفوز فيه من يَسْتَشْرِف مَعَالِمُه في الحاضِر، ونحن في وطننا نحلم بمستقبل أفضل رسمنا له رؤيته الخاصة؛ ولكن حتى لا يبقى ذلك حِبراً على ورق، يأتي السؤال: هل تفاعَل مع ذلك الحُلم (التعليم والجامعات ومراكز البحث والتدريب؟)؟. أترك الإجابَة لكم، ولكن من خلال رصدكم للواقع، وقبل استخدامكم لِعدساتكم اللاصقة الذكِيّة التي تخيلها (البرفيسور ميتشيو كاكو)!!. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 (Stc)، 635031 (Mobily)، 737221 (Zain)