نائب أمير الرياض يُشرّف حفل سفارة الكويت بمناسبة اليوم الوطني    قصة نهاية «هليّل»    مصلحة رئاسة الهيئة    تشغيل «محطة قصر الحكم» بقطار الرياض.. اليوم    «مهرجان الزهور» في القطيف.. أكثر من 300 ألف زائر    «الأمن المجتمعي».. حوكمة الضبط والمسؤولية التشاركية!    معظم الطرق السورية تؤدي إلى واشنطن    عُرس الرياض الإنساني    أوكرانيا وافقت على بنود اتفاق المعادن مع أميركا    وزير الدفاع يلتقي مستشار الأمن القومي الأميركي    «صراع وطني» في مواجهة الاتفاق والتعاون    الأمن المجتمعي والظواهر السلبية !    آل يغمور يتلقون التعازي في فقيدتهم    الصقيع يغطي طريف    ليلة برد !    اختبارات موحدة    النحت الحي    جبل محجة    مدير الأمن العام يتفقّد جاهزية الخطط الأمنية والمرورية لموسم العمرة    تنظيم المقاصة النهائية للإفلاس    120% نمو الإنتاج الزراعي بالمملكة    الهلال ينفجر في شباك الخلود.. الأهلي يقسو على القادسية.. الشباب والنصر يكسبان الرائد والوحدة    الأخضر يتطلع لنهائي آسيا في مواجهة كوريا    155 أفغانيا يصلون إلى برلين ضمن إجراءات إيواء الأفغان المهددين في بلادهم    تقنية صامطة تحتفي بذكرى يوم التأسيس تحت شعار "يوم بدينا"    من التأسيس.. وحدة وأمن وازدهار    ماكرون بعد لقاء ترمب: السلام لا يعني استسلام أوكرانيا    محافظ أبو عريش يرعى ندوة "التأسيس"    القبض على مقيم بنغلاديشي في نجران لترويجه الحشيش    الأهلي يتغلب على القادسية برباعية في دوري روشن للمحترفين    مخاوف من استئناف القتال مع تعنت إسرائيل في تنفيذ الاتفاق    أمير تبوك يترأس اجتماع الادارات الحكومية والخدمية لاستعدادات شهر رمضان    نائب أمير منطقة مكة يكرم المتقاعدين من منسوبي إمارة العاصمة المقدسة لعام 1446ه.    جمعية المودة تطلق حملة "تبرعك رحمة" لدعم الأسر المحتاجة    محافظ الطائف يرأس إجتماع المجلس المحلي للتنمية والتطوير    الرميح: مليارا ريال إجمالي دخل السائقين السعوديين من تطبيقات نقل الركاب    مباحثات دفاعية سعودية أمريكية في واشنطن    مجلس الوزراء: الحوار السبيل الوحيد لحل جميع الأزمات الدولية    أمير منطقة الرياض يرعى احتفاء «تعليم الرياض» بذكرى يوم التأسيس    "سعوديبيديا" تحتفي بالإرث التاريخي للمملكة في يوم التأسيس    مستشفيات وعيادات دله تُعلن مواعيد العمل في رمضان.. والطوارئ والصيدليات على مدار الساعة    وزير «الشؤون الإسلامية» يحذر: لا تنجرفوا وراء أي إعلانات لجمع التبرعات    أمير المنطقة الشرقية يطلع على مبادرة "شيم"    "الشؤون الإسلامية" تستعد لاستقبال 250 معتمراً من ضيوف خادم الحرمين الشريفين    الدولار يرتفع بعد هبوطه إلى أدنى مستوياته في أكثر من شهرين    تشكيل النصر المتوقع أمام الوحدة    القيادة تهنئ أمير دولة الكويت بذكرى اليوم الوطني لبلاده    إصابة أسترالية بالشلل بسب فرشاة مكياج!    «الصحة»: تحصّنوا ضد «الشوكية» قبل أداء العمرة    الاتحاد السعودي للسهام يتوّج الفائزين في منافسات «السهم الأسود»    إستراتيجيات فعالة للتعامل مع الزوج العصبي !    اختلاف طباع الناس    نيابة عن خادم الحرمين.. أمير الرياض مفتتحًا منتدى الرياض الإنساني": مركز الملك سلمان قدم مساعدات لملايين من الفئات المحتاجة    نوه بالدعم غير المحدود من القيادة لخدمة كتاب الله .. وزير الشؤون الإسلامية: 7 ملايين ريال للفائزين بجائزة الملك سلمان لحفظ القرآن    غزارة الدورة الشهرية (1)    الصحة: فيروس ووهان ليس جديداً ولا يشكل خطراً حالياً    بلدية وادي الدواسر تحتفي ب «يوم التأسيس»    جامعة الملك سعود توقع مذكرة تعاون مع مركز زراعة الأعضاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الله يشغلنا بطاعته
نشر في المدينة يوم 29 - 12 - 2017

** استعجبتُ من النفوس التي تحشر أنوفها في دهاليز حياتنا.. لماذا يُتعبون أنفسهم بمراقبتنا، ويُشوّهون هذا الأنف بزجّه في شؤوننا؟ كيف يستمتعون! وجدتُ أمير الشعراء أحمد شوقي، يقول مستعجبًا هو الآخر: ما أَوْلَع النّاس بالنّاس، يشتَغلُ أحدُهُم بشُؤونِ أخِيه، وفي أيسَرِ شأنِهِ ما يُلْهِيه!
** مشكلة الإنسان المتطفل أن التجاوب معه، يجرّ كثيرًا من الحديث، ومزيدًا من التطفل. يسألني غريب: كم تتقاضى أجرًا عن الكتابة؟ فإذا أجبته أني لا أتقاضى شيئًا، وظننتُ أني بإشباعي لفضوله انتهى الموضوع، بدا أن الجوّ احلوّ له، واستمرّ يمارس التقصّي عن حياتي بمختلف أمورها ماديًّا ومهنيًّا ودراسيًّا.
** إذا هممت بالزواج، يسألونك لماذا لا تعش حياتك؟ وإذا (عِشت الحياة) أمطروا عليك الاستفهامات ومواعظ التزوج. إذا لم تنجب يستفهمون، وإذا حدث طلاق لا بد أن يعرفوا السبب ويتقصّون.. وهلمّ جرًّا؛ هم لا يكفّون عن ممارسة التطفل، ولا يستطيعون كبح جماح الفضول، وممارسة الوصاية؛ بذريعة الاهتمام والنصيحة، بل يستلذّون بذلك.
** أريد هنا أن أُشبّه بين الانسان المتطفل، والكائنات المتطفلة، التي تسمى علميًّا بالطفيليات، كالفيروس والبكتيريا، فكلهم يشتركون في تأثيرهم سلبًا على الآخرين، ويُعكّرون سلامهم وتكيفاتهم مع الحياة. والإنجليز، يُشبّهون المتطفل بالقطة التي ماتت بسبب فضولها، فيُحذّرونه بتعبيرهم: (الفضول قتل الهِرّة)، وأما الأطفال الصغار، فيبدو أنهم يشمئزون جدًّا ممَّن يتلقَّف خصوصياتهم ويقتحمها، فيردّون عليه بحدةٍ وبراءة (اللقافة: قرافة!) أعزكم الله وأكرمكم جميعًا.
** كل هذه التشبيهات من مختلف الفئات، تُخبرنا أن النفس البشرية تمقت اقتحام خصوصياتها، وتنفر من المتطفلين عليها، بل إن المغرمين بالتطفل والتقصّي، هم أنفسهم حسَّاسون من التدخل في شؤونهم، بل إنهم ويا للمفارقة، أكثر الناس تحفظًا وكتمانًا لخصوصياتهم.
** ولذلك فالحل الأمثل هو أن ترد على المتطفلين بنفس الأسلوب، كما فعلت أنا، عندما سألني غريب عن سعر مقتنياتي الشخصية؛ بكم اشتريتها؟ سألته هل تود أن تساعدني في ثمنها؟ غيّر الموضوع، وكررت عليه السؤال، فتلعثم وولّى مفارقًا!
** إن الفضول غريزة إنسانية، تجتاحنا جميعًا بنِسبٍ متفاوتة، ولكنها في ذات الوقت سلاح ذو حدين، فالفضول يكون تطفلًا مقيتًا منفرًا إذا وجهناه تجاه الأشخاص وشؤونهم؛ ولكنه يكون مفيدًا ورائعًا ومربحًا إذا استثمرناه في العلوم والمعرفة، وأصبحنا نتساءل أسئلة علمية، بل هو أهم ما ينفع حتى الشركات. هكذا صرَّح والت ديزني عن سر استمرار شركته في الإبداع، فقال: «لأننا نتمتّع بالفضول المعرفي، ولطالما كان الفضول المعرفي يقودنا إلى دروب جديدة!».
** وأخيرًا، كفى بمن أوتي جوامع الكلم، أن يختصر كل ما قُلته في عبارة نبوية واحدة: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه». وهنيئًا لمن انشغل بشأنه وعيبه، عن شؤون الآخرين وعيوبهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.