من أسوأ أمراض المجتمع لدينا.. مرض التطفل (اللقافة) فهو مرض نفسي خطير قد يلقي بصاحبه إلى التهلكة بسبب تطفله وحشره أنفه فيما لا يخصه، وإذا استفحل هذا الداء أصبح مرضا عضالا يصعب البرء منه.. فقديما يحكى أن أحد الطفيليين ممن يتبعون الولائم رأى مجموعة من الناس عليهم ملابس جميلة فظن أنهم ذاهبون إلى وليمة فدخل معهم في الصف.. ما علم هذا الأحمق أنهم يساقون إلى الموت فلما وصل إليه الدور وأراد السياف أن يقطع رأسه صرخ هذا الطفيلي قائلا أنا لست منهم.. أنا (فلان) وهو يبكي .. ألح السياف في قطع رأسه وهذا يكاد يموت من شدة الخوف والبكاء.. وبعد محاولات الاستغاثة اليائسة.. قال الطفيلي إن كنت فاعلا فاقطع (وأشار إلى بطنه) وقال هذه التي ورطتني ..وأما في عصرنا يقال أن أحد (الملاقيف) مر بمجموعة من الناس كانوا مجتمعين في صورة دائرة مغلقة فحاول أن يستبين الأمر فلم يستطع .. ذهب يمينا ويسارا فلم يفلح .. كاد يجن جنونه ويقتله الفضول بسبب عدم قدرته على معرفة سبب هذا الاجتماع.. فجأة صرخ الملقوف صرخة جعلت الأنظار كلها تتوجه إليه وقال: (وسعوا الطريق) أي أفسحوا الطريق الميت أخوي .. فلما أفسحوا الطريق له وإذا بالميت حمار (أكرمكم الله) قد دعسته سيارة.. كم عندنا من عينة هذا الملقوف؟ يحصل حادث أو تنقلب سيارة الكل يصور إلا من رحم الله!! تحدث مشاجرة الكاميرات تتوجه ثم النشر في النت.. أصبح المجتمع مجموعة مصورين ملاقيف.. فنحن في هذا العصر انعدمت الخصوصية لدينا بسبب الكاميرات والجوالات والنت.. وأصبح الواحد منا يتوجس خيفة من كل شيء حتى لا يتم تصويره، بل وصل الأمر إلى فبركة الصور والإساءة للمجتمع !! أتمنى سن عقوبات فعلية صارمة بحق كل من ينتهك الخصوصيات حتى ولو كان الأمر صورة واحدة بدون إذن صاحب الشأن.. وأتمنى تفعيل العقوبات والغرامات الصارمة في نظام مكافحة جرائم المعلوماتية والفقرة 14 من القرار الوزاري 1900 حتى يرتدع هؤلاء.. فكم من البيوت هدمت وكم من المحارم انتهكت بسبب هذه الصور. [email protected]