التطفل والفضول وجهان لعملة واحدة، فالفضول مرض مزمن يصعب علاجه وتظهر أعراضه على حامله، فلا يراها المصاب بها بقدر ما يتأذى منها غيره، والفضولي هو الشخص الذي يزج بأنفه فيما لا يعنيه ويحاول أن يتدخل في خصوصيات الغير، فهو يحاول أن يعرف منك أي شيء وكل شيء، لديه جرأة كبيرة في طرح الأسئلة وخاصة الشخصية, يحب معرفة كل شيء وبدون حدود، يحضر الكثير من المناسبات ليرضي نهمه بجمع أكبر كم من المعلومات، يحاول أن يوهم البسطاء بمعرفة كل شي لذا تجده محاطا ببعض البسطاء والمغفلين الذين يعتقدون بأهميته؛ بل تعدى ذلك الأمر ومع ثورة التقنية والاتصالات إلى أن يكون البعض منهم مجموعات «واتساب» يجمع فيها من هم على شاكلته بهدف تداول أسرار الناس ونشر الشائعات، والفضولي في حقيقة الأمر شخص مهووس مغلوب على أمره يفتقد اللباقة وحسن الخلق، غالبا هوايته المحببة تداول أسرار الناس ونشر الشائعات بل ونسج القصص الخيالية والتدخل فيما لا يعنيه؛ لذا تجده يعيش حسرة دائمة بسبب انشغاله بغيره ولأنه يفتقر إلى القناعة للاكتفاء بما عنده والرضا بما يملكه، فهو بذلك في حاجة إلى العلاج وتدارك نفسه قبل فوات الأوان. كما أنه ولتحصين المجتمع ضد التطفل والفضول يجب بناء علاقات اجتماعية يكون أساسها الألفة والانسجام بين الناس، كذلك بناء قاعدة أخلاقية صلبة تحفظ الاحترام المتبادل بين أبناء المجتمع، وتحمي حقوق الأفراد والجماعات من أي إساءة أو عدوان قد يسببه تطفل أو فضول البعض، فكل شخص له خصوصيته وأسراره التي لا يحب لأحد أن يطلع عليها، كما يجب أن نهمس في آذان كل فضولي ومتطفل دع الخلق للخالق وانتبه لنفسك وعدل منها فمن راقب الناس مات هما، وتذكر بعد ذلك قول الله تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا), وقول رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :(من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).