الصحة والسعادة صنوان لا يختلف اثنان على ذلك، فليس هناك قيمة للصحة إذا ما وفرت السعادة، وبالمقابل ليس هناك سعادة بدون صحة، ولكن الأهم أن نعرف وندرك أن الأساس في ذلك كله هو الإيمان فما فقد من صحة يعجز الجاه والمال أن يعوض شيئاً منها، فالسعاده التي لا يعززها إيمان تكون سعادة مؤقتة تعتريها الأوهام ويشوبها الخوف من الضياع ويبقى الإيمان هو الكفيل الوحيد الأوحد لضمان هذه السعادة، فقد تألّه فرعون وملك قارون مال الدنيا في حين صبر أيوب على محنته والشدائد التي اعترته - فتعس فرعون وتعس قارون وسعد أيوب. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا؟، فتأتي الإجابة أن الإيمان مطيته الصبر وهذا السر في تحقيق الصحة والسعادة، فمثلا المال يعتبر وسيلة لها دور كبير في حياة البشر ولا يمكن الاستغناء عنه فهل هذه الوسيلة تشتري السعادة؟. الأستاذ عبدالرؤوف خالد له رأي يقول: إن العلاقة بين المال والسعادة هي علاقة وهمية فالمال لا يخلق السعادة وقد يكون في كثير من الأحيان مصدراً أساسياً للشقاء والتعاسة ولا أظن أني سأكون أسعد حالاً إذا كنت غنياً، فالسعادة بالنسبة لي هي القدرة على تحقيق الأحلام والطموحات وبالطبع هذه لا تحتاج إلى مال بقدر ما تحتاج إلى عزيمة وراحة بال. وفي النهايه إن الله عز وجل خلقنا لأمر نفعله وسنُسأل عنه والإيمان أعظم واجب كلف به الإنسان في هذه الحياة، حق الله تعالى على عباده من حققه كان له الفوز والنجاح والفلاح وكان له التمكين في الأرض ومن أخلّ به كان له الخسران، قال تعالى (والتين والزيتون، وطور سينين، وهذا البلد الأمين، لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، ثم رددناه أسفل سافلين، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون). وما قصّه المولى عز وجل علينا في كتابه الكريم من إهلاك للأمم الماضية أكبر واعظ وأكبر دليل على ان من أخل بالإيمان فإنه يبوء بالخسران في الدنيا والآخره - قال تعالى (ولعذاب الآخرة أشد وأبقى).