لن تجد مجتمعًا ينعم بالنهضة والتقدم والتطور وفي عقول أفراده تعشعش أفكار منحرفة تقتل الهمم والعزائم، وتقضي على الإرادة، وتعطل الأحلام، تلك العقول التي تتخذ من التغيير إلى الأحسن عدوًا لدودًا تحاربه بشتى الطرائق والصور، فمتى ما أراد أي مجتمع النهوض والتغيير يتحتم عليه محاربة الأفكار الضالة التي تسيطر على العقول، وتمنع أي جديد من الولوج إليها بهدف البقاء في عتمة الجهل. وأنا أتابع حديث ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- خلال مشاركته في «مبادرة مستقبل الاستثمار» حول مشروع (نيوم) وتأكيده -رعاه الله- على محاربة الأفكار المتطرفة كخطوة أولى من خطوات التغيير تحقيقًا لرؤية المملكة 2030.. نستشرف من خلال ذلك مستقبلًا مزهرًا ومشرقًا للوطن، لنمضي قدمًا مع قيادتنا الحكيمة والشابة إلى التغيير المدروس نحو الأفضل، متجاوزين تلك الأفكار المتطرفة التي تعوق عملية النهضة والتنمية بأفكار رجعية تتخذ من التشدد مرتعًا لها، بيد أن أصحاب تلك الأفكار لا يريدون للوطن نهضة تجعله في مكانه اللائق، يريدون بقاءه خلف ركب الدول، والتراجع أمام ما يشهده العالم من ركض سريع في سبيل التحديث والتطوير، هم يريدون تفتيت قوتنا، وتفكيك لحمتنا، وخلخلة صفنا الواحد، ولكن آن الأوان أن يموتوا بغيضهم، ويتفرق شملهم، ستهزم تلك الفئة المتشرذمة التي تلتف حول مطامعها القاصرة أو تقوم بدور المنفذ لمخططات الآخر الذي يتربص بوطننا الدوائر، وسنمضي إلى الأمام شعبًا وقيادة. * منعطف أخير: أدركت قيادتنا الرشيدة أن تلك الوجوه المتقلبة، والعقول الموبوءة، تنخر في الوطن، وتهدد أمنه ولحمته، وتزرع في طريق تقدمه العراقيل الوهمية، حسدًا من عند أنفسهم، فكانت بداية التغيير إعلان الحرب الضروس عليهم، فرَّق الله جمعهم.