نعم إنها المملكة الحديثة التي ارتدت رداء التحديث والتغير، وإكليل العروس الجديدة التى تتحدث بلغة العالم الاقتصادية وركبت موجته بكل مقوماته ومعطياته قبل أن يفوتها قطار المواكبة والعصر، نعم إنها مملكة اليوم ليست كمملكة الأمس بفارق الظروف السياسية والجيوسياسية والاقتصادية التى كانت محيطه بمنطقة الشرق الأوسط، ليلة افتتاح جلسة مؤتمر مبادرات مستقبل الاستثمار الذي استضافته الرياض، حالي كحال الشباب السعوديين ممن تسمروا أمام شاشة التلفاز لمشاهدة لقاء سمو ولي العهد -حفظه الله- الذي بالفعل شدني وأثار حافز فضولي بأنه سيكون بالفعل لقاءً استثنائياً وغير تقليدي بجميع المقاييس. فقد اعتدنا منذ السابق على لقاءات المسؤولين الكبار في الدولة، أنها تكون ذات طابع جدّي متسم بالرسمية تغلفها الأجوبة الدبلوماسية المليئة بالتحفظ، ولكن سمو سيدي نسف كل ذلك، وقال تعالوا أحدثكم من القلب للقلب، تعالوا أحدثكم عن أحلامكم التي تريدونها، تعالوا أحدثكم عن وطنكم الذين تريدون، ودولتكم التي تريدونها، تعالوا لنصعد إلى حدود السماء لنحقق طموحاتنا ونرسمها سوياً. سمو الأمير الذي اعتدنا عليه بحديثه المشبع بالثقة والحنكة، ورؤيته المستقبلية الاستشرافية ولغته السلسة المبهرة، وسرعة بديهته المذهلة، وفهمه وإلمامه التام في لقاء مفعم بالشفافية والمكاشفة، تحدث بكل وضوح عن المشروع الحلم مشروع "نيوم" هذا المشروع الذي أبهر العالم قبل أن يبهر السعوديين، مشروع "نيوم" تلك المنطقة الخاصة الممتدة بين ثلاث دول، والتي تشمل وجهة حيوية جديدة وتسعى لتصبح محوراً يجمع أفضل العقول والشركات لتخطي حدود الابتكار إلى أعلى مستويات الحضارة الإنسانية، وأن تصبح مركزاً رائداً للعالم بأسره.. هذا المشروع الذي سيربط ثلاث قارات، ويقدم مزايا قيّمة للشركات والأفراد؛ بحيث يلبي احتياجات المملكة، ويستقطب أفضل الشركات وأصحاب الكفاءات من جميع أنحاء العالم، كيف لا نفخر بهكذا مشروع، كيف لا نفخر بهكذا أفكار، مثل هذا المشروع الضخم الذي لاقى ردة فعل وصدى واسعاً في الأوساط السعودية، ومواقع التواصل الاجتماعي فرحاً وتغنياً. سمو الأمير لا يريد للمملكة أن تتأخر قيد أنملة عن الركب العالمي، ولا يريد أن يضيع الكثير من الفرص، وفرص الشباب كما في حديثه أن "70 % من الشعب السعودي تحت سن ال30، وبصراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم، لأننا نريد أن نعيش حياة طبيعية تترجم مبادئ ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، ونتعايش مع العالم ونساهم في تنمية وطننا والعالم". محمد بن سلمان هو الذي يستحق أن تكتب مقولاته وتصريحاته وأفعاله بماء الذهب، فهو بلا منازع عراب النهضة السعودية ومشعل المستقبل وأيقونة التطوير والتحديث والتنمية وملهم شباب المستقبل والأجيال القادمة.