ارتفعت وتيرة المطالبات لمرتادي طريق الحرمين السريع بسرعة إيجاد حلول مناسبة بعد تعثر إنجاز مشروع طريق الملك فيصل الدائري للتخفيف من شدة الاختناقات المرورية اليومية التي يشهدها الطريق خلال فترتي ذهاب الطلاب لمدارسهم وجامعاتهم والموظفين إلى مقار أعمالهم والعودة، مشيرين إلى أن التأخيرعن الدوام أصبح السمة السائدة والتي يعاني منها الجميع في محافظة جدة. وشكا سائقون من تباطؤ وزارة النقل في وضع تصور «هندسي» لحل الإشكاليات المرورية في الطريق، والتي تمحورت حول الالتفافات غير الانسيابية حول جسر الملك عبدالله، وإغلاق المنافذ الرديفة على الضفتين الشرقية والغربية المجاورة لحي السليمانية، واقتطاع جزء من الطريق وعزله بالصبات لصالح مدخل محطة القطار بالإضافة إلى كثرة الحواجز الخرسانية التي تركها المقاول على جنبات الطريق. وطالبوا أيضا بسرعة إنجاز الطريق الدائري الجديد، وتسألوا عن الدور الذي يقوم به مرور جدة، مطالبين بتحرك ادارة النقل لازالة مخالفات مقاول القطار من على جنبات الطريق ومداخل الاحياء. من جانبه أكد مدير مرور جدة أن إدارته قامت بوضع خطة ميدانية لفك الازدحام في طريق الحرمين السريع، من خلال تكثيف التواجد المروري (الثابت - المتحرك) خاصة في أوقات الذروة، أما مدير عام النقل بالمنطقة فقد أوضح أن الفرق الفنية من المهندسين والاستشاريين يعملون بشكل متسارع لإنجاز مهامها فيما تبقى من عمل على جنبات الطريق . الدكتور المهندس عبدالرحيم الزهراني - أستاذ هندسة النقل بجامعة الملك عبدالعزيز يقول: بالنسبة لمحور طريق الحرمين يعتبر أهم شريان يخدم مدينة جدة، وما حولها، هذا المحور في الحقيقة يشهد أحجامًا عالية جدًا من الحركة المرورية، والأرقام منذ 4 سنوات بإجمالي 400 ألف سيارة، وهذا بلاشك رقم كبير جدا، والطاقة الاستيعابية للطريق لا تكافئ هذا الحجم من الطلب للحركة المرورية، ولولا وجود بعض المحاور المرادفة كشارع الأمير ماجد لكان الوضع أسوأ مما كان عليه الآن، ولاحظنا خلال السنوات الماضية أن هذا المحور حدث به تحسينات هندسية جيدة، أهمها استحداث التقاطعات الجديدة، والحل الأمثل لهذه القضية تم دراسته من قبل أمانة جدة منذ عدة سنوات، وكان يتمثل بإيجاد محور رديف من الناحية الشرقية، وهو ما تبنته وزارة النقل، حيث إنها الآن بصدد إنشاء طريق سريع يبدأ من القاعدة البحرية جنوبا، ويتجه شرقا، ثم شمالا بمسافة تقارب ال7 كيلومترات شرقا لطريق الحرمين الحالي، ويصب في أبحر الشمالية (شمالا)، وجاري العمل بتنفيذ هذا المشروع الكبير، والذي يهدف بشكل أساسي لنقل حركة الشاحنات من الناحية الجنوبية لجدة، إلى طريق المدينة، وكذلك لنقل حركة الحجاج والمعتمرين القادمين لمكةالمكرمة، مما يعني تخفيف الحركة المرورية من طريق الحرمين مستقبلا، ولكن يجب ألا نغفل أن مدينة جدة تنمو بتسارع ملموس في أعداد السكان، وكثرة وتنوع الأنشطة، وهذه العوامل تزيد من أحجام الحركة المرورية، ولا نرى حلا في المنظور البعيد إلا من خلال الإسراع في تنفيذ المخطط العام أو المخطط الشامل للنقل العام، ونتمى أن ينفذ في أسرع وقت ممكن. الشريان الأهم من جهته قال الدكتور عمار بن محفوظ من سكان حي السليمانية: أستغرب من صمت إدارة مرور جدة على ما يجري من تلبك مروري وتوقف السير في طريق الحرمين في أوقات الذروة لأن الأسباب واضحة والحلول بسيطة وفاعلة، فالسبب الرئيس للتكدس يعود لوجود صبات خرسانية اقتطعت المسار الأيمن من الطريق في المنطقة المجاورة لمحطة القطار بالسليمانة حيث قام مقاول المحطة بوضع تلك الصبات واختزل مسار كامل لصالح معداته ورغم توقف العمل من سنتين في المحطة، إلا أن الوضع لازال باقيا ولأن إدارة المرور مسؤولة عن إدارة الحركة كان يجب عليها أن تبتعد عن المجاملة وتبلغ بل تلزم إدارة الطرق أو إدارة مشروع القطار بإزالة هذه الحواجز وفتح المسارات المغلقة لأن مرتاد الطريق يفاجأ بمنطقة عنق الزجاجة مقابل المحطة بسبب تلك الصبات ويصل ارتداد الزحام بسببها في وقت الذروة إلى كوبري بريمان شمالا وهذا فيه تعطيل لمصالح الناس، لاسيما المتجهون للجامعة وسكان الأحياء المجاورة وكلنا نفترض أن لدى المرور لجنة أو إدارة خاصة بالسلامة المرورية وأخرى للهندسة المرورية مهمتها معالجة الحركة المرورية في المناطق الحرجة، كما نتمنى من مدير عام المرور بالمملكة ووزير النقل أن يقوما بزيارة ميدانية للمنطقة الواقعة أسفل جسر الملك عبدالله وعند مداخل حي السليمانية والشوارع الداخلية في الأحياء الشرقية التي يخترقها جسر القطار ليطلعا على حجم المخلفات والحفر والبقايا التي خلفها مقاولو القطار وشركات الحفريات حيث غادروا المكان وتركوا الحواجز وعددا من الحفريات مفتوحة على جانبي الطرق تهدد السلامة المرورية وتعيق الحركة. لماذا الصمت ؟ المرور: خطة ميدانية لفك الزحام قال مدير إدارة مرور محافظة جدة العميد سليمان الزكري: إن المرور قام بوضع خطة ميدانية لفك الازدحام في طريق الحرمين السريع، من خلال تكثيف الوجود المروري (الثابت - المتحرك)، خصوصا في أوقات انطلاق الموظفين لأعمالهم، وطلاب المدارس لمقار تعليمهم، إضافة للمحاور الرئيسة المرتبطة بطريق الحرمين مثل طريق الملك عبدالله وشارع التحلية، وشارع عبدالله السليمان المؤدي إلى مقر جامعة الملك عبدالعزيز، والتي تعتبر من أهم المواقع الرئيسة التي يتجه إليها قائدو المركبات في أوقات الذروة، ونعمل جاهدين لتحرير الحركة المرورية على مدار الساعة، مشددًا على عدم تحرك الشاحنات بكل أنواعها داخل محافظة جدة، خلال أوقات الذروة، من الساعة 6 صباحا إلى الساعة 9 صباحا ومن الساعة 12 ظهرا حتى الساعة 3 عصرا ومن الساعة 5 عصرا حتى الساعة 3 فجرا، ومن يخالف ذلك يطبق بحقه النظام، وسوف يتم تحديث توقيت الإشارات الضوئية خاصة على الشوارع الرئيسة ذات الكثافة العالية بما يتناسب مع أحجام الحركة المرورية. النقل: نعمل على تحرير الطريق من الازدحام المروري من جهته أوضح مدير عام فرع وزارة النقل بمنطقة مكةالمكرمة المهندس جمعان بن أحمد شلاش أن «النقل» تعمل على تحرير طريق الحرمين من الازدحام المروري، وذلك من خلال الفرق الفنية من المهندسين والاستشاريين الذين يعملون بشكل متسارع لإنجاز مهامها فيما تبقى من عمل على جنبات طريق الحرمين السريع واستكمال تنفيذ توحيد طرق الخدمة من قبل الأمانة حسب الاتفاق معهم، ويقوم فرع الوزارة حاليا بتحسين مداخل ومخارج الأحياء الواقعة على جانبي طريق الحرمين التي سببت إرباكا للحركة المرورية سابقا، إضافة للعمل في مشروع طريق مكة القديم، وطريق هدى الشام، وطريق مكةجدة المباشر، والطريق الدائري الثاني بجدة مع طريق حداء الجموم، لتتوافق تلك المشروعات حين الانتهاء منها مع «الخطة العشرية» لمنطقة مكةالمكرمة، لافتا إلى أن تلك المشروعات في مجملها ستنعكس إيجابًا على سهولة الحركة للمواطنين في طريق الحرمين بشكل مباشر وملموس، وتخفيف الحركة المرورية وكثافة عدد المركبات التي ترتاد هذا الطريق الحيوي، خصوصًا خلال موسمي الحج والعمرة.