تَغَلْغَل الموالي من الفُرس في كل من العصر الأموي والعباسي داخل أجهزة الحكم، وأخذوا يعملون من داخل الأنظمة الحاكمة للتحكُّم في مفاصل السلطة، وقد استغلوا كل وسيلة لتحقيق أهدافهم، بما فيها الشعر والنثر، من بين غيرها من الوسائل الأخرى. ** ** ووفق ما يصف د. طه حسين في كتابه (في الشعر الجاهلي)، الذي نشره في عام 1926، كان هذا الموالي يعلن تأييده للأمويين في قصيدة شعرية، فما أسرع ما يضمّه الأمويون إليهم، لا يعنيهم أكان مخلصًا لهم أو مبتغيًا للحظوة والزلفى.. وكذلك كان يفعل حزب آل الزبير وحزب الهائميين، وكذلك كانت الخصومة بين الأحزاب العربية للمغلوبين الموتورين من الموالي أن يتدخلوا في السياسة العربية، وأن يهجوا أشراف قريش وقرابة النبي. ** ** ولم يكن هؤلاء الموالي مخلصين للعرب حقًّا، إنما كانوا يستغلون هذه الخصومة السياسية بين الأحزاب ليعيشوا من جهة، وليخرجوا من حياة الرق أو حياة الولاء؛ إلى حياة تُشبه حياة الأحرار والسادة من جهةٍ أخرى، ثم ليشفوا ما في صدورهم من غلٍّ، وينفِّسوا عن أنفسهم ما كانوا يضمرون من ضغينةٍ من جهةٍ ثالثة. ** ** كان أغلب هؤلاء الشعوبيين يُبغضون العرب ويزدرونهم، ويستغلون ما بينهم من الخصومات السياسية لحاجاتهم ولذاتهم وأهوائهم، وكان بعض من يستعين بهم يعلم مدى كذبهم وتذلفهم، ولكنهم يستعينون بهم للفوز على خصومهم، فقد «كانوا في حاجة إلى اصطناع هؤلاء الشعراء، يذودون عنهم ويناضلون بني هاشم خاصة، فقد علمت منزلة بني هاشم في نفوس الموالي والفُرس». #نافذة_ alsowayegh يقول المفكر الإيراني د. صادق زيبا عن الوضع في طهران: «لا فرق بين الحكومة والشعب في العنصرية والتطرف، فالشعب كالحكومة أيضًا بل أكثر تطرفًا وسخافة منها».