وحدة العراق وضمان سلامة أراضيه هدف ظلت المملكة تسعى إليه منذ الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين وظلت جهود المملكة منصبة منذ ذلك التاريخ على ألا تفلت الأمور في العراق عن السيطرة وكان أكثر ما تخاف عليه المملكة وسبق وأن حذرت منه مرارًا وتكرارًا هو التدخل الأجنبي في أمور العراق الداخلية. وخطر بروز الفتنة الطائفية وهذا الموقف عبر عنه وزير خارجية المملكة الراحل الأمير سعود الفيصل يرحمه الله ومعالي الوزير الحالي عادل الجبير الذي قال في اللقاء الصحفي مع وزير الخارجية الأمريكي لوسائل الإعلام الأمريكية والمحلية: أن السياسة الحكيمة لأي جار للعراق تتمثل في دعمهم للعراق بعدم التدخل ومطالبة الأقاليم العراقية بالانفصال بل في استقلاله وسلامة أراضيه. ولو أن ما دعت إليه المملكة وجد التنفيذ من دول الجوار لما وصل العراق إلى ما وصل إليه من وضع يدعو إلى الشفقة فقد ظهر التدخل الإيراني ومحاولة بسط النفوذ بصورة تدعو إلى الشك والريبة. ولكن بحمد الله أن العراقيين بدأوا ينتبهون إلى مثل هذه التدخلات التي تعمل على هدم وحدتهم من خلال الدسائس والمكائد التي ظهرت في إشعال الفتنة الطائفية وقد أظهرت الأحداث التي أعقبت اعتداء سامراء أن مروجي الفتنة الطائفية يعرفون كيف يثيرون النعرات ورغم أن الوعي العراقي استطاع تجاوز تلك المحنة إلا أن المتربصين لن يتوقفوا وستتبع ذلك محاولات ومحاولات في ظل التدخلات الإقليمية السافرة التي تريد تشكيل خطى العراق السياسة من منظور واحد لا يراعي أبسط قواعد المواطنة رغم هزيمة داعش وتحرير الموصل وكسر شوكت التطرف بدأت مطالبة استقلال كردستان العراق ومطالبة انفصال كركوك وهذا لا يجب على الدول العربية أن توافق عليه.