لا تخفي المملكة اهتمامها الكبير باستقرار الأوضاع في العراق وتمكن الشعب العراقي من إدارة أموره بنفسه وقد تجلى هذا الاهتمام في خطوات عديدة قامت بها المملكة مباشرة أو من خلال الجامعة العربية حيث كانت المملكة من أكثر الساعين والمبادرين لتحقيق المصالحة بين ألوان الطيف السياسي العراقي لأن المصالحة تقي العراق شر فتن كبيرة يسعى لها متربصون لادخال العراق في نفقها وخاصة الفتن الطائفية. ومن هذا المنطلق كانت دعوة المملكة الأخيرة للقادة العراقيين للالتقاء في المملكة ولكن لما كانت هناك مبادرة مطروحة ومسعى عراقي أعلنت المملكة مباركتها له متمنية أن يحقق الثمار المرجوة منه وبالفعل اثمر ذلك التحرك الذي قاده رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني اتفاق عراقي شامل على تشكيل الحكومة وهو الذي بموجبه تشكلت الحكومة الحالية. ولما كانت المهام أمام هذه الحكومة مهام جسيمة فقد جاء موقف المملكة الثابت والذي جددته بالأمس في مجلس الوزراء بأن يتحقق للعراق وشعب العراق ما يصبو إليه من أمن واستقرار ونماء في ظل حكومته الجديدة وبما يحفظ للعراق اسلامه وعروبته وسيادته واستقلاله ووحدته الوطنية. وما على القادة العراقيين وهم في هذه المرحلة الحساسة من التاريخ الا أن يضعوا مصلحة العراق العليا في لب اهتماماتهم ويترفعوا عن أي مسائل ثانوية من شأنها أن تعيق انطلاق مسيرتهم.