دعا رجال دين عراقيون الى ضرورة اتخاذ موقف موحد واضح من التفجيرات وأعمال العنف التي طاولت بغداد وباقي المدن، بعد الانسحاب الاميركي منها في 30 من حزيران (يونيو) الماضي، محذرين من أن هذه التفجيرات تهدف الى زرع الفرقة وإعادة الفتنة والحرب الطائفية. وشهدت الايام التي اعقبت الانسحاب الاميركي من المدن اعمال عنف وتفجيرات وصفت بالنوعية، استهدفت الاسواق والمباني التجارية وأماكن تجمع المواطنين في مناطق ذات غالبية شيعية، مثل تلعفر وتازة في الموصل ومدينة الصدر والبياع في بغداد، وتفجير في البطحة في الناصرية، ما أثار تكهنات بعودة نشاط المجموعات المسلحة وتنظيم «القاعدة» . وقال عضو اتحاد علماء المسلمين في العراق حسين الشامي ل «الحياة» إن « التفجيرات الاخيرة التي شهدتها مدن العراق باتت اهدافها واضحة وهي النيل من المكتسبات بعد ان خرجنا من اتون الحرب الاهلية». واضاف ان «السنوات الماضية شهدت اعمال عنف بين العراقيين بسبب الجهود التي بذلتها اطراف مختلفة لزرع الفرقة بين السنة والشيعة من خلال اعمال القتل الطائفي وتفجير المراقد الدينية في سامراء وغيرها. وبعد مؤتمرات دينية وسياسية موحدة للسنة والشيعة في العراق يحاول الارهابيون من جديد اعادة احياء خطتهم التي فشلت». وحذر من استمرار اعمال العنف «وحصد ارواح العشرات من الابرياء» داعياً الأجهزة الأمنية التي انتقلت اليها المهام الأمنية الى الحذر والحيطة. إلى ذلك، وصف نائب رئيس الوقف السني محمود الصميدعي الهجمات المسلحة الاخيرة بأنها «تعكس عجز المسلحين في تحقيق اهدافهم». وقال: «في السابق كانوا يتحدثون عن استهداف القوات الاميركية، اما الآن فهذه القوات انسحبت الى خارج المدن»، ولفت في تصريح الى «الحياة» الى ان «هذه التفجيرات تسعى الى اضعاف اللحمة بين العراقيين بعد ان تجاوزنا الايام الصعبة من اعمال العنف الطائفية». ودعا «رجال الدين والسياسية وافراد العناصر الأمنية الى الحذر وعدم الانجرار وراء اهداف واضحة يسعى القائمون عليها إلى زرع الفرقة وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه»، مشدداً على ان «تلك المرحلة الصعبة التي مرت بها البلاد ولّت الى غير رجعة». وشهدت العراق منذ عام 2005 حتى بداية عام 2008 اعمال عنف طائفي تصاعدت في اعقاب تفجير مرقد العسكريين في سامراء لتبدأ حرب طائفية بين الميليشيات والجماعات المسلحة قتل جراءها آلاف العراقيين وهُجِّر نحو اربعة ملايين الى الخارج وعزلت مناطق بغداد عن بعضها بأسوار اسمنتية. من جانبه، قال القيادي في «المجلس الاعلى» الشيخ جلال الدين الصغير ل «الحياة» إن « التفجيرات التي جرت اخيراً مشروع يتحدث عن نفسه ويكشف هويته ودوافعه الطائفية التي تريد إعادة الأمور الى المربع الأول». ولفت الى ان «الاتهام للسنة باستهداف الشيعة باطل بل ان السنة هم انفسهم مستهدفون ايضاً بهذه التفجيرات التي يقوم بها حزب البعث والجماعات التكفيرية». واضاف ان هناك «تهديدات حقيقية وتطهير طائفي في عدد من المدن بينها كركوك والموصل» مطالباً «بالتحصن وتفويت الفرصة» ومناشداً «الحكومة اتخاذ اجراءات حقيقية لإيجاد قواعد للاستقرار الأمني والسياسي في تلك المناطق».