أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى الدكتور زهير الحارثي، أن هناك بارقة أمل لحل الأزمة الخليجية بعد صدور بيان الشيخ عبدالله آل ثاني، وهو عضو بارز في الأسرة الحاكمة القطرية. وقال الحارثي رغم أننا اعتدنا على أسلوب السلطة في قطر في إضاعة الفرص إلا أننا نأمل أن تكون هذه المبادرة مدخلا لحل الأزمة من جذورها، موضحا أن دعوة الشيخ عبدالله آل ثاني لاقت ترحيبا وتجاوبا سريعا من قطاعات واسعة سواء في الداخل القطري أو خارجه، فهناك تأييد من أفراد من الأسرة الحاكمة وتجاوب معلن من قبل المعارضة القطرية، وهناك ترحيب خليجي واضح. ووصف الحارثي، البيان بأنه واقعي وصادق ومباشر نحو إعادة الأمور إلى نصابها ولتقوية اللحمة الخليجية، وأضاف أن دعوة البيان إلى اجتماع عائلي ووطني لبحث الأزمة القطرية، سيلقى القبول لأن هناك الكثير من الحكماء والعقلاء في قطر ممن يرفضون السياسات الحالية ويرغبون في عودة الدوحة لحضن شقيقاتها الخليجيات. وشدد الحارثي، أن حل أزمة قطر هو بيد القطريين أنفسهم، موضحا أن الشيخ عبدالله كان محقا، عندما قال إن واجبنا ومسؤوليتنا عدم الصمت والسكون في هذه الأزمة، مشيرا إلى أن استشعار القطريين بخطورة الوضع وما ستؤول إليه الأمور تطور مهم على صعيد الأزمة وسيدفع باتجاه اتخاذ قرارات قد تكون صعبة ولكنها مطلوبة؛ لإبعاد قطر عن شبح الفوضى والضياع والخراب. وقال الحارثي، الأمل معقود على مبادرة الشيخ عبدالله، لاسيما وقد استنفد الخليجيون كل الطرق من أجل إعادة قطر لجادة الصواب، وتبين أن الالتزام كلمة مفقودة في القاموس السياسي القطري، ووصلت الأمور إلى طريق مسدود فكان من الطبيعي أن تتخذ تلك الدول من الوسائل المشروعة لحماية أمنها ومقدراتها، فالسعودية وشقيقاتها خلافهم مع سياسة قطر الخارجية لا شعبها الذي هو منا وامتداد لنا. وتابع الحارثي بأن الهدف مما قامت به دول المقاطعة هو أن تستشعر الدوحة فداحة ما فعلته وارتكبته من أعمال منافية لحسن الجوار، وتتعارض مع مبادئ القانون الدولي. واختتم دكتور الحارثي، كلامه بالقول نشعر أن العناد السياسي القطري لا زال مستمرا برفض الوساطات والمحاولات، ولم نلمس رغبة جادة في تغيير السياسات المتناقضة إلا أن خروج هذه المبادرة والحماسة التي قوبلت بها من أطراف وشرائح قطرية يدفعنا للتفاؤل أن الأمور لن تبقى على ما كانت عليه. ولعل الهبة القطرية جاءت بعد أن أوصدت الدوحة الأبواب وظلت تماطل وتهرب إلى الأمام. وأبناء قطر المخلصين سيتعاملون بجدية مع بيان الشيخ عبدالله؛ لأنه الملاذ الأخير لحل الأزمة، وبالتالي عودة قطر لمكانها الطبيعي في حضن أشقائها الخليجيين.