أثبتت الوثائق أن الدور الذي لعبته إيران وحزب الله في هجمات 11 سبتمبر كان أساسياً إلى حد أنه يمكن القول إنه بدون هذا الدور لما كان لهذا الهجوم أن يقع. وعرضت قناة «العربية» فيلمًا وثائقيًا الجمعة الماضية أكدت فيه أن إيران قدمت الدعم اللوجستي والمالي والميداني والتدريب لعناصر القاعدة التي نفذت تلك الهجمات، وغيرها من الهجمات الإرهابية التي وقعت قبل ذلك في شرق إفريقيا، والتي استهدفت سفارات كينيا وتنزانيا ودار السلام (1996-1998) ، والهجوم الصاروخي على المدمرة الأمريكية يو إس إس كول في ميناء عدن العام 2000 الذي كاد أن يغرقها. واستند الفيلم إلى وقائع عدة بينها القرار الذي اتخذته محكمة فيدرالية أمريكية عام 2016 وقضى بتغريم إيران عشرة مليارات ونصف المليار دولار بسبب تورطها في دعم منفذي اعتداءات 11 سبتمبر 2001، بما يعتبر إدانة إضافية للدور الإيراني الناشط في دعم الجماعات الإرهابية. وأظهر الفيلم أنه لا يوجد ثمة تناقض بين دعم النظام الإيراني الشيعي لمنظمات سنية متطرفة كالقاعدة وطالبان، وبين إيران نفسها كدولة شيعية، لأن تلك العلاقة لم تبنَ على أساس أيدلوجي، وإنما على أساس برجماتي، يقوم على وجود «عدو مشترك» للجانبين، وذلك بالرغم من الصدامات التي كانت تنشب بين الحين والآخر بين القاعدة والمليشيات الشيعية في العراق، وغيرها. وأكد باحث أمريكي ، أن المهم لدي إيران ليس المبدأ ولا العقيدة، «فكل من يتعاون معها هو موضع ترحيب، ذلك أنها تعتبره حصانا من أحصنة عدة تراهن عليها في حروبها». وأكد الفيلم على دور حزب الله أيضًا في هجمات 11 سبتمبر من خلال تدريب عماد مغنية لعناصر القاعدة في المعسكرات التي كان يشرف عليها داخل لبنان وخارجها، وأيضًا من خلال زعيم حزب الله حسن نصر الله نفسه الذي وصفه الفيلم بأنه الذراع الإرهابية لإيران، والذي ساعد في نقل الخاطفين إلى إيران ومغادرتها. وقال أحد موظفي السي آي إيه، إن إيران لم تختم جوازات الخاطفين عندما غادروها إلى أفغانستان، ولو فعلت ذلك لما أمكن للخاطفين دخول أمريكا، وأن إيران أدت أيضًا دورًا في الهجمات لا يقل أهمية، من خلال تقديمها الدعم المادي المباشر للخاطفين.