لا شك في أن المسرح هو مكان معروف وفضاء يسرح فيه المتفرج بمخيلته وينصهر في جوه الأخاذ، لكن المسرح الحقيقي لا يتنازل عن قيمته الفنية الراقية ومازال ينعت بالفن الأول وله نكهة خاصة وجمهور كبير.. لكن ليس كل ما يعرض فوق خشبة المسرح يطلق عليه مسرح وليست كل فقرة تعرض في المهرجانات تسمى مسرحا وليست كل سخافة تعرض تسمى مسرحا.. لقد ظلم المسرح من بعض الأشخاص وللعلم أن مخرجي وممثلي المسارح القدامى مازالوا متواجدين ويضحكون على ما يحدث وعلى ما يعرض فوق خشبة المسرح في المهرجانات من تمثيل مزيف دون خبرة وعروض أطفال يرتدون الفساتين البيضاء ويقفزون على المسرح وتصاحبهن موسيقى مسجلة وعروض ستاندب كوميدي ليست لها هدف أو رسالة أو شيلات، وصعود شخص ما على خشبة المسرح لا يحمل رسالة من المشاهير لكي يتم التصفيق له دون أن يتفوه بكلمة واحدة أو يتحدث مع احترامي الشديد لهم. قبل فترة طويلة كانت تقام مسرحيات في مسرح حديقة النخيل بالمدينة ومسرح التعليم ومسرح نادي الأنصار وغيرها كان يقيمها المخرج المسرحي والفنان جميل القحطاني كان يحرك مشاعرنا في طريقة عرضه وتمثيله وإخراجه للمسرحيات الهادفة مع فريقه المسرحي وكان يحضرها عدد كبير من الجمهور والمسؤولين في المدينةالمنورة.. لماذا غاب المسرح بالمدينة؟ ولماذا توقفت عرض المسرحيات الحقيقية في المهرجانات المقامة بدلا من مسابقات الأطفال المكررة وتشغيل الشيلات والعروض التي دخلت علينا باسم المسرح وهي لا تمت للمسرح بصلة وليس لها معنى أو فائدة وتشوه سمعة المسرح. أتمنى عودة المسرح الحقيقي في القريب العاجل.