تفاقمت فضيحة تورط بنك بركليز مع قطر التي سبق وأن وصفتها صحيفة «نيويورك تايمز» بأنها القضية الجنائية الأولى في بريطانيا منذ الأزمة المالية العالمية وذلك بعد أن كشفت المصادر الإعلامية مؤخرا عن وثيقة جديدة تكشف عقد قطر لاتفاقات سرية مع البنك بقيمة 2.4 مليار جنيه إسترليني، وسعي الدوحة لإعادة تدوير قرض من أجل شراء حصص في البنك، وهو ما أدى إلى تخلي شركة المحاماة البريطانية الكبيرة «لينكليترز» عن تقديم المشورة للبنك، لتجنب شبهات قانونية أحاطت بقرض غير قانوني قدمه البنك لقطر وأدى لاحقا، ضمن اتهامات أخرى، إلى إحالة مسؤولين كبار في البنك للمحاكمة. وأوضحت المصادر أن شركة «لينكليترز» أوقفت عملها مع بركليز بعدما ظهرت شكوك بأن قطر تحاول الاستحواذ على أسهمه عبر هذا الاتفاق، الذي شمل الحصول على قرض بقيمة 3 مليارات دولار من البنك، استخدمته لاحقا ضمن تزويد البنك بحزمة إنقاذ عاجلة تقدر ب7.3 مليار جنيه إسترليني. وليست فضيحة بنك بركليز الوحيدة ذات البعد العالمي، فقد تورطت الدوحة في العديد من الفضائح التي لطخت سمعتها الدولية، والتي كان أحدثها فضيحة شرائها لاعب نادي برشلونة نيمار بمئتي مليون جنيه إسترليني، ما دفع صحيفة «التلجراف» البريطانية إلى اتهام الدوحة بمحاولة شراء المصداقية، فيما رأت صحيفة «فوكس نيوز» أن صفقة شراء الدوحة نيمار هي محاولة مكشوفة لإنقاذ قطر من عزلتها، مؤكدة أن مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية التي تمتلك نادي باريس سان جيرمان تسعى إلى زعزعة النظام القديم لكرة القدم في أوروبا. وقد أثبت العديد من الكتاب والباحثين أن تورط قطر في دعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية يتعدى الدائرة الإقليمية إلى الدائرة العالمية، وأن الكثير من العمليات الإرهابية التي شهدتها أوروبا في الآونة الأخيرة، وآخرها عملية برشلونة، تقف الدوحة ورائها. «برنامج التنويع الاقتصادي القطري والخيارات المستقبلية المستعصية، مع عناد يائس وبدائل محدودة جداً، لا تترك لها سوى الانهيار الاقتصادي أو الانصياع للحقائق الصعبة، والقبول بما سيصبح، قريباً، أمراً قائماً على أرض الواقع». مجلة أويل برايس «هل كانت تبرعات قطر السخية لعدد من المراكز الفكرية المؤثرة فى واشنطن والجامعات الأمريكية ومؤسسة كلينتون عاملا للسكوت عنها وإخفاء دورها فى تمويل الإرهاب ودعمه طويلاً؟. كليفورد ماي - رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية الأمريكية «لم يمض يومان على الهجوم الإرهابي الذي شهدته مدينة برشلونة، حتى شاهدنا الصحف الإسبانية تفتح ملف الدعم القطري لمراكز إسلامية متطرفة في المدن الإسبانية، وكتبت صحيفة «لاراثون»، من كبرى الصحف الإسبانية، تتحدث عن تمويل قطر لمراكز دينية في مقاطعة كاتالونيا الإسبانية يديرها متطرفون ومتشددون يدعون للإرهاب تحت شعار الجهاد، والصحيفة الإسبانية لم تدّعِ ولم تختلق الأخبار، بل استندت إلى مصادر أمنية إسبانية رسمية راقبت دخول التمويل القطري لهذه المراكز المتطرفة». رأي صحيفة البيان الإماراتية «الحمض النووي لقطر هو تنظيم الإخوان، و منذ وصول يوسف القرضاوي إلى الدوحة، أصبح هذا التنظيم هو أساس الأيديولوجية القطرية، وباتوا يعتبرون التنظيم الإخواني هو مستقبل العالم العربي، وهذا يفسر دعمهم للجماعات المتطرفة في مصر وسوريا وليبيا». الكاتب الفرنسي كريستيان شينو