رغم أصوله العراقية تمكن محمود الهاشمي من أن يصبح أحد الأرقام الصعبة في الشارع السياسي الإيراني عقب تعيينه رئيسا لمجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران يوم أمس الأول، خلفا لرئيسه الراحل أكبر هاشمي رفسنجاني. الهاشمي الذي ارتقى الجسر الصدري ليصبح طريقه للعبور إلى بلاد فارس، تعلم لغتها وشق طريقه من خلال الطائفية ومبايعته للوالي الفقيه، فاستطاع التسلل إلى الحوزة العلمية ولفت انتباه خامنئي بسبع مجلدات وعدد من المقالات الفقهية عن تطوير الحوزة وأعداد كوادر جديدة مؤمنة بنهج الثورة.. قربه خامنئي وجعله من خاصته ليأخذ طريقه بعد ذلك في تشكيل المجلس الأعلى للثورة الثقافية ليكون جنبا إلى جنب مع شخصيات إيرانية بارزة مثل هاشمي رفسنجاني ومهدي كروبي. الإيراني الهجين كما يطلق عليه، عربي اللغة لكنه تعلم الفارسية في إيران التي جاءها بعد سقوط نظام الشاه بصفة معارض عراقي، شغل منصب رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق 1982 لكنه اختلف مع محمد باقر الحكيم حول قيادة المجلس وعموم المعارضة العراقية والشيعية غير أن الحكيم نجح في إقصاء الهاشمي عن ساحة المعارضة العراقية، ليتفرغ الأخير لتدريس العلوم الدينية مركزا على منهج أستاذه محمد باقر الصدر في الحوزة العلمية في قم. ولكونه يُعرف بدرجته العلمية الرفيعة وتحقيقاته في علم التشيع فقد أصبح أستاذا لامعا في الحوزة الدينية، فكتب مجلدات وعدد من المقالات الفقهية بأسلوب عصري أثارت انتباه السيد خامنئي الذي رأى في أفكار الهاشمي تطوير للحوزة الدينية، وطريق لإعداد جيل جديد من المعممين المؤمنين بنهج الثورة، فأصبح من المقربين للمرشد الأعلى. تولى منصب رئيس السلطة القضائية عام 1999م، وضرب بيد من حديد على كل معارضي النظام وزج بقادتهم في السجون، فطبق ما رأه ابان حقبة صدام 1974عندما اعتقل لارتباطه بمحمد باقر الصدر مؤسس الحركة الإسلامية في العراق، وعند انتهاء ولايته عاد عضوا في مجلس صيانة الدستور ولعب دورا كبيرا في تزوير الانتخابات لصالح أحمدي نجاد، الذي عينه نائبا أول لرئيس مجلس الخبراء. أضيف إليه لقب شاهرودي، وتم حذف الألف ولام التعريف من لقبه الأصلي لتأكيد إيرانيته في وجه من شكك بها، تدرج في المناصب الإيرانية واختاره خامنئي عضوا فقيها في مجلس صيانة الدستور، كما عينه إلى جانب هاشمي رفسنجاني ومهدي كروبي وآخرين، عضوا في المجلس الأعلى للثورة الثقافية، المكلف بالحفاظ على هوية الجمهورية الإسلامية الإيرانية.