كشفت التحقيقات، التي أجرتها النيابة العامة ممثلة بفرعها في العاصمة المقدسة مع نزيلات مؤسسة رعاية الفتيات بالعاصمة المقدسة المثيرات للشغب، وتقرير وفد جمعية حقوق الإنسان أن السبب الذي دفعهن لإثارة الشغب داخل المؤسسة هو انتهاء محكوميتهن ورفض ذويهن استلامهن، مما يثير العديد من التساؤلات حول كيفية إعادة تأهيل هؤلاء الفتيات وتحويلهن إلى عضوات فاعلات في المجتمع وإيجاد البرامج التأهيلية المناسبة لهن وإمكانية إلزام أولياء أمورهن باستلامهن، ولو كان ذلك بقوة النظام حسبما أشار عدد من المختصين. منور: لابد من إلزام أسر الفتيات المنتهية محكومياتهن باستلامهن شدد د/ عادل منور أستاذ علوم الاجتماع على أهمية قيام الأسر باحتضان بناتهن والعمل على دمجهن في المجتمع وعدم تركهن لكي لا يصبن بحالة من الانتكاسة وتعدن للجريمة، مشيرًا إلى أن شريحة من هذه الفئة ربما وقعت في الخطأ بسبب التفكك الأسري وابتعاد الأب والأم عن الأبناء، مؤكدًا أهمية اللجوء إلى الجهات المختصة لإلزام أولياء الأمور باستلام بناتهم لأن رعايتهن وتربيتهن مسؤولية ولي الأمر وأسرته. الزايدي: مطلوب إعادة تأهيل الهاربات من التعنيف وبين المشرف على فرع جمعية حقوق الإنسان بالعاصمة المقدسة سليمان بن عوض الزايدي، أن الجمعية ترى ضرورة إعادة تأهيل هؤلاء الفتيات لدمجهن في المجتمع لأنهن هربن من تعنيف الأسر ولجأن إلى المؤسسة على أمل أن يجدن تعويضًا عن ما فقدنه من حياة كريمة، مشيرًا إلى أهمية إشراك المؤسسات التربوية في إيجاد برامج تأهيلية لهذه الفئة من أجل دمجها في الحياة المجتمعية وتحويلهن إلى عضوات فاعلات في المجتمع. ملا بار: مطلوب لجنة لدراسة ملفات الجانحات ويطالب الدكتور عبدالمنان ملا بار أستاذ الإرشاد والعلاج النفسي للدراسات العليا، جامعة أم القرى قسم علم النفس، بتشكيل لجنة من متخصصين في علم النفس والاجتماع والإرشاد النفسي لدراسة ملف الفتيات المحولات للنيابة بسبب ما أحدثهن من فوضى، مشيرًا إلى أن هذا السلوك العدواني قد يكون رد فعل تجاه قصور في مستوى الخدمات والرعاية، التي تقدمها الدار أو أن المتعاملين مع هذه الفئة من الفتيات غير مؤهلين علميًا. قملو: اللجوء لمحكمة التنفيذ لإلزام الأسر باستلام بناتهم ويؤكد المحامي والمستشار القانوني/ نبيل قملو أن حل هذه الإشكالية يكمن في تعزيز مسؤولية الأهل، وبالأخص الأب في رعاية أبنائه وبناته، حيث إنه هو الولي عليهن ومن حقهن الشرعي رعايتهن من وليهن وإلزام الأب بالاطلاع بمسؤولياته وبين قملو أنه في حال عدم التزام ولي الأمر باستلام ابنته يتم اللجوء إلى محكمة التنفيذ لإلزامه باستلامها بجميع الوسائل الممكنة من إيقاف خدماته وإيقافه كعقوبات رادعة له حتى يذعن لاستلام ابنته. النهدي: نتطلع لتدخل الإمارة وإصلاح ذات البين لضمان عدم إيذاء الفتيات أرجع الدكتور عبدالله علي النهدي رفض بعض أولياء الأمور استلام بناتهم بعد انتهاء عقوبتهن إلى العادات والتقاليد الأسرية، التي ترفض وجود فتاة داخل العائلة سبق أن سجنت، فضلا عن نوعية الجرم، الذي ارتكبته الفتاة ويضيف النهدي أن هذا التهرب من المسؤولية عند بعض الأسر يحتاج إلى حراك وتدخل عدد من الجهات ومنها لجنة إصلاح ذات البين، ثم إمارة المنطقة لإلزام الأهل باستلام ابنتهم، وأخذ التعهد اللازم بعدم إيذائها ومتابعتها من قبل دار رعاية الفتيات من خلال زيارات منزليه شهرية للفتاة والتاكد من وضعها مع الاسرة. برهمين: رفض استلامهن يعني التشرد والعودة للجريمة وتشير الدكتورة عبير عبدالرحمن برهمين إلى رفض الأهل استلامهن بعد انقضاء المحكومية يعني تشردهن وبقاءهن بلا مأوى، وبالتالي انخراطهن في طريق الجريمة للبقاء على قيد الحياة مقترحة: - توفير دور رعاية بديلة تحتضن هؤلاء الفتيات. - توفير تعليم أكاديمي وحرفي للفتيات ليتمكن من إعالة أنفسهن. الحربي: بقاء النزيلات في السجن عقوبة بلا جرم وأكدت الأخصائية الاجتماعية/ نجوى عائض الحربي أن بقاء النزيلات في السجون بعد انتهاء محكوميتهن هي جريمة بلا جرم، متسائلة لم يشترط خروج النزيلة من الدار بوجود من يقوم باستلامها. وأشارت الحربي إلى أن رفض الأهل لاستلام النزيلة يعود إلى التقاليد المرتبطة بالمرأة، لذا أرى ضرورة وجود برامج تأهيلية داخل السجن لدمج السجينات مع أسرهن وهن في فترة المحكومية وبرامج تأهيلية ومتابعة بعد الخروج، وذلك للانخراط في المجتمع وإعادة الفرد لأسرته ولمجتمعه من خلال فرص التدريب والتأهيل والعمل. ياركندي: تطبيع الفتيات اجتماعيًا يتطلب مرحلة وسطية بين الدار والأسرة ترى الدكتورة هانم ياركندي، أستاذة الإرشاد بجامعة أم القرى، أن الحل من وجهة نظرها هو ضرورة تسليم الفتاة لولي أمرها بعد انتهاء فترة المحكومية ويجب ألا تبقى في الدار، بل تحول إلى دار للضيافة تحت إشراف وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وهذه مرحلة تسبق تسلم الفتيات من قبل أسرهن من أجل تطبيعهن اجتماعيًا، وهذا كله لا يغني عن ضرورة تسلم الأسر لبناتهن لأن الحرمان من دفء الأسرة شيء مزلزل لكيان النفس الإنسانية، والانتماء الأسري هو أفضل وسيلة للعلاج ولمساعدة الشخصية على استرجاع اتزانها الانفعالي والعاطفي.