تقدم أب إلى قاضي المحكمة الجزائية في جدة الشيخ مازن سندي يطلب منه الإبقاء على ابنته في السجن مدى الحياة، رافضا كل الوساطات التي دعته الى تسلمها بعد انقضاء محكوميتها عقب إدانتها في قضية غير أخلاقية وصدر بحقها حكم بالسجن والجلد. الأب قال بصوت عال وصريح إنه لن يقبل عودة ابنته إلى بيته، مهددا بإنهاء حياتها حال خروجها من السجن، وهو الأمر الذي دعا القاضي سندي إلى تهدئته ووعظه وتذكيره بمخافة الله، وأن كل إنسان معرض للوقوع في الخطأ وأن الله عفو غفور يقبل التوبة من عباده. والأولى لعباد الله أن يصفحوا ويعفوا، طالبا من الأب إعادة التفكير والجلوس مع نفسه لاحتواء فلذة كبده، كونه يصر على رفض استلامها وأن ذلك ليس حلا، وهو مسؤول عن ابنته أمام الله عز وجل. ضوابط صارمة ابتسام الضالعي مديرة دار الضيافة في جدة أبلغت (عكاظ) أن الدار تتولى مسؤولية استقبال وإيواء وتأهيل الفتيات والسيدات اللائي انتهت محكوميتهن وترفض أسرهن استلامهن وهي مقر مجهز وملحق بالشؤون الاجتماعية. وأضافت أن الدار ترحب بهن كنزيلات أو كضيفات وتقدم لهن خدمات الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية وتعمل الدار من خلال أخصائيات على إعادة تأهيل النزيلة ودمجها في المجتمع من خلال إكمال دراسة من ترغب منهن في الدراسة أو توفير وظيفة لبعضهن إلى حين انتهاء مشاكلهن مع أسرهن. لافتة إلى أن النزيلات في دار الضيافة يعتبرن محل ضيافة الشؤون الاجتماعية. مديرة الضيافة زادت أن الدار محكومة بضوابط محددة، إذ أنها معنية باستقبال كل من تنتهي محكوميتها في السجن أو مؤسسة الرعاية وترفض الأسرة عودتها مرة أخرى. وكشفت عن تنوع القضايا اللاتي تورطن فيها ما بين قضايا أخلاقية أو مخدرات أو مضاربات أو ديون أو سلوكيات خاطئة أو نحو ذلك. 18 حالة رفض تضيف ابتسام الضالعي أن الدار بصدد إعداد بحوث ودراسات لمعرفة نوع وحجم الحالات وتصنيفها، وكشفت أن أكثر الحالات تتمثل في رفض الأسر عودة ابنتها أو استلامها، في حين توجد حالات نادرة لفتيات هن من يرفضن العودة للأسرة. وفي الدار حاليا نحو 18 حالة لسيدات ترفض أسرهن استلامهن ونخفض العدد بعد نجاح جهود الدار في إقناع الأسر باستلام بناتهن. مشيرة إلى أن تجاوب الأسر يكون وفق نوع وتداعيات الجريمة التي وقعت فيها الفتاة (نجحنا في تزويج 4 حالات هذا العام بعد أن حصلنا على موافقة أولياء أمورهن، بحيث تنتقل الفتاة من دار الضيافة إلى عش الزوجية بعد أن يتم تعريف المتقدم بوضع الحالة وملابساتها). لا علاقة بالماضي وقالت مديرة دار الضيافة إن الدار تتعامل مع أي فتاة على أنها إنسانة ولا علاقة للدار بماضيها ولا بما اقترفته من جرم ولا يمكن معاقبتها مرتين وعلينا في الدار مهمة الأخذ بيدها حتى لا تتحول الى ضحية أسرتها والمجتمع. وأضافت: إن عدد نزيلات الضيافة يبلغ 18 من المفرج عنهن بعد انقضاء فترة محكوميتهن، وأكثرهن ملازمات للصلاة، وجميعهن وقعن ضحايا لضغوط صحبتها لحظات ضعف خاطئة أوقعهن فيها الشيطان، وعدن لله، وتأكدت توبتهن بالإفراج مع شهادات حسن سير وسلوك، مشيرة إلى أن أعمارهن بين 16 و35 عاما، بعضهن مطلقات وبعضهن لم يسبق لهن الارتباط. ولفتت الضالعي إلى وجود أنشطة منوعة لتحفيز فتيات الدار على ممارسة النشاطات المتنوعة وفنون الطبخ، فضلا عن برامج ترفيهية ودورات ومحاضرات تحثهن على الإيمان والصبر وتقوي من عزيمتهن، وأكدت أن واقع النزيلات قد تغير من خلال تلك البرامج، لشغل أوقات فراغهن بالتدريب على المشغولات اليدوية، وأعمال المنزل، والديكور، والرسم. تراحم والضيافة إلى ذلك أكد المستشار القانوني الدكتور عبدالله بن مرعي بن محفوظ رئيس لجنة رعاية السجناء والمفرج عنهم (تراحم) أن اللجنة يدها ممتدة لدار الضيافة والشؤون الاجتماعية ومستعدة لتقديم الدعم المادي والمعنوي، كون اللجنة من صميم اهتمامها رعاية أسر السجناء والمفرج عنهم رعاية شاملة. وقال إن اللجنة على اطلاع ببعض مثل هذه الحالات وتساهم في إصلاح ذات البين ولديها برامج منوعة في هذا الصدد. ودعا بن محفوظ دار الضيافة الى الاجتماع مع لجنة تراحم لتنسيق الجهود والعمل على رعاية السجينات وتأهيلهن ودعمهن ماديا ومعنويا وإيجاد وظائف لهن.