** الغرب الذي يسعى بكل الوسائل لمحاربة التطرف الديني في منطقة الشرق الأوسط، هو الذي أعطى الحركة الصهيونية في عام 1917م ما عُرف بوعد بلفور Balfour declaration نسبة إلى وزير الخارجية في حكومة لويد جورج الائتلافية، والذي على أساسه قام الكيان الصهيوني فوق أرض فلسطين العربية والمسلمة، وكان هذا الكيان ذا صبغة دينية محضة. ومع نهاية تسعينيات القرن الميلادي الماضي سقط نظام الشاه في إيران ليحل مكانه كيان ديني، ولم يقم الغرب ومؤسساته آنذاك بتقديم أي مساعدة للحليف الإيراني السابق بل إن بعض المدونات السياسية تشير إلى أن الحليف الإستراتيجي لنظام الشاه ونعني الولاياتالمتحدةالأمريكية كانت على استعداد لتسليم الشاه للنظام الجديد في إيران. * وبالتوازي مع قيام كيان ديني في إيران، أقدم الاتحاد السوفيتي على غزو البلد المسلم أفغانستان، ووجدت الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها مضطرة للتعامل مع الحركات الدينية المتطرفة مثل «طالبان» التي انقلبت بعد مدة على حلفائها وفي مقدمتهم الأمريكيون، كما أنها أي أمريكا كانت على وفاق مع النظام البعثي في العراق وكانت طموحات نظام صدام حسين بحيث امتدت لدول الجوار، وكان الغزو العراقي للبلد العربي الكويت، وعندئذ تنبه الغرب لمخاطر هذا النظام، وكان التحالف الدولي لتحرير الكويت ومن ثم بداية حقبة أخرى تمثلت في مخططات الثنائي جورج بوش الابن، وتوني بلير لشن حرب على البلد العربي العراق على خلفية أحداث سبتمبر. * وبعد انتهاء الحرب تُرك العراق نهبًا للتيارات الدينية المتطرفة على مختلف انتماءاتها ونشأت داعش لتعيث في العراق تطرفًا وفسادًا وتدميرًا تحت مسميات ومصطلحات دينية مختلفة بعيدة كل البعد عن جوهر الإسلام، وكان الغرب في موضع المتفرج، وخرج توني بلير بعد مدة طويلة من انتهاء الحرب ليقول إنه مع حليفه الأمريكي اجتهدوا خطأ، ولم يكن اعترافه إرضاء للعراقيين الذين سُفكت دماؤهم على يد التحالف الأمريكي - البريطاني ولكن ترضية لأهالي الضحايا من البريطانيين. *باختصار الغرب متورط بطرق مختلفة في نشأة التيارات الدينية المتطرفة بدعمه بداية لنشأة دولة إسرائيل التي تسعى لاكتساب هوية دينية يهودية محضة، وهي تحت أعين هذا الغرب تقتل الفلسطينيين وتستولى على أراضيهم ثم بعقد اتفاق نووي في حقبة أوباما مع إيران. ويبدو أن الإدارة الأمريكية الجديدة تفتقر إلى الخبرة السياسية عن المنطقة فمواقفها في سورياوإيران وأخيرًا قطر متناقضة إلى حد بعيد.