أدركوهم ..هي بداية لمقال مؤلم وحديث موجع عن شباب وشابات يعيشون إحباطاً وتعباً وحزناً لحياة غير عادية ،وصور يتبادلونها في أدوات التواصل ،كل صورة منها محبطة وكل صورة تحمل بينها حكايات مأساوية وكلمات كلها تدل على أن التعب بلغ سن الرشد، وأن الجرح لم يعد يحتاج إلى مزيد من الحكي والدوران حوله .والحقيقة إنني تعبت وكل الزملاء الذين كتبوا عن مشكلة البطالة وعن خوفنا على وطننا منها وعن تربص أعدائنا بنا والخوف من استغلال الخريجين المحبطين ليكونوا هم أدوات أعدائنا ويكونوا هم الضحايا الذين تعبوا ودرسوا وتخرجوا واحتفلوا بالتخرج ومن ثم نشروا في أدوات التواصل مباركتهم لبائع الفل الذي ترَبَّح من خلال بيعه كميات كبيرة من الفل وبعد الحفل ذيلوا الصورة بكلمات قالوا فيها ألف مبروك لبائع الفل أما الخريجون فمبروك عليهم البطالة والفراغ والبقاء في المنازل في انتظار صاحبة السعادة الوظيفة ...،،،، الوظيفة التي هي أيضاً الضيف المحتفى به في عالم التواصل والتي أهداها بعض المسئولين لذويهم وأقاربهم ،هكذا ببساطة، وكأن النظام لعبة ،وكأن العقاب ليس سوى صفحات باتت في عالم بعيد عن الواقع .والكتابة هنا جاءت من أجل وطن نريده أن يكون حبنا وحياتنا ونمونا وفرحنا وسمونا وعزتنا وعزوتنا التي عشناها بحب ونعيشها أمناً وسلاماً وحياة يفترض أن (لا) مكان فيها لبائعي الذمم والاستغلاليين الذين ابتعدوا كثيراً عن القَسَم والحرص على أداء المهمة بأمانة ،ومن يصدق أن أدوات التواصل باتت أشجع من كل الأقلام وأجرأ من كل الذين يكتبون لأن ما نراه شيء لا يصدَّق وعمل ليس فيه من رشد .ومن هنا فإني لا أتمنى أكثر من أن تأتي الحلول عاجلة وأن يعاقب كل من استغل وظيفته أمام الملأ وأن تحل مشكلة الخريجين مع الوظيفة وبأسرع وقت ممكن وقبل فوات الأوان ....،،،، ( خاتمة الهمزة) ... آلاف من الخريجين والخريجات يموتون حزناً بعد تخرجهم على أنفسهم وتعبهم وحياتهم التي باتت حكاية مؤسفة مؤلمة ... وهي خاتمتي ودمتم.