أحيانًا يثير تعجبك حالة تجعلك تضع أعذارًا لها أو تقطع الأعذار عنها وهذا ما يحدث عندما يمر شخص ما بحالة من الغيرة لا تعرف هل تعذره أم ترفع العذر عنه! ما الغيرة؟ هي شعور لا إرادي يولد من شدة الحب وقوة التعلق يزيد كلما زاد جمال الشعور وينقص كلما قل جماله.. مرحلة تبلغك بأنك تعيش حالة من التملك غير المقصود ولها درجات مختلفة بحسب طبيعة الشخصية، هناك من يغار بجنون يتغلب عليه فلا يستطيع التحكم به وهناك من يغار باتزان نادرًا ما يسمح لهذا الجنون بأن يزوره وهناك من يغار ولا يفصح إنما يكتم ويُفضل أن يحترق بمفرده. وهناك اعتقاد شخصي أصدقه أن من لا يغار لا يحب وهذه حقيقة لأنه لا يمكن أن يُحرِّك شعورك إلا الحب والغيرة شعور قوي جدًا لا يقدر عليه إلا الحب.. أنا دائمًا في صف الذين يغارون ضد الذين يستهينون بمشاعرهم ظنًا منهم أن الغيرة لحظات وتنتهي ولكن في حقيقة الأمر هي لحظات شديدة تختبرك وبعدها تدريجيًا ستلاحظ النتيجة إما بعقلانية هذه الغيرة أو ازدياد هيجانها أو انعدامها تمامًا.. التعامل مع شعور الغيرة ليس صعبًا كأنك تتعامل مع طفل لا يحتاج منك إلا احتوائه واحترامه وهذا ما يجب عليك فعله أن تحتوي كل شعور هائج وأن تحترم كل شعور مبالغ فيه حتى تنشأ الثقة التي بدورها تروض كل الأشياء الأخرى.. وهذا ليس دفاعًا عن الغيرة الخارجة عن السيطرة لأنها حالة استثنائية لابد فيها من أن تروض نفسها بنفسها.. إنما الغيرة في مجملها جنون والجنون يريد عقلًا.. أوجد حلًا طالما أنه شعور جميل بيدك من قبل أن تفقده فمتى ما أردت للأشياء من حولك أن تتزن عاملها بما تُحب أن تُعامل به.
