يجزم الكثير أن السؤال السابق إنما هو محض هذيان! فالغيرة سلوك أصيل في المرأة وفطرة طبيعية داخل وجدانها، فهي كما تفكر وتضحك وتبكي، فهي تغار أيضا، ولكن هل تلمست المرأة الغيرة بداخلها، وأحست أنها شعور مختلف أكسبته هي صفة الغيرة؟! الغيرة ليست وليدة الحب فقط كما نعتقد! فربما أنانيتنا في أكثر الأوقات هي من تجعلنا نلبس رغبتنا الحقيقية في امتلاك من نحب، بينما هي في الحقيقة أنانية مفرطة؛ نجعل من نريد في قفص ونجعله يشاهد الحياة من خلف القضبان، فنخجل من التفوه بهذه الرغبة المرضية ونعلن أنها الغيرة! ويأتي الحسد من البعض شعورا مقيتا قاتلا يعبر عن عجزنا من اللحاق بغيرنا عملا وجهدا، فبدلا من أن نقوم أنفسنا ونشغلها بالطموح، نجد أن أقصر طريق للانتقاص من الآخرين وحسدنا منهم وشعورنا بالغبن من إنجازاتهم بأن نوصف بأننا نغار أفضل من أننا نحسد غيرنا، فتبدأ سلسلة الشتائم والمعارك الخفية حتى لا نشعر بالنقص من الأخريات، قينقلب الحسد الأصيل في النفس المريضة إلى غيرة تخفيفا على النفس من آلامها. وربما تحول المرأة حياتها إلى جحيم بسبب شعور الغيرة كما تدعي على زوجها، فهي تراقبه لتحصي أنفاسه، بينما ينتشي هو من أن أنثى على وجه هذا الكون تراقبه وتهتم لأمره لأنه الطاووس الذي لن يجود الزمان بمثله! بينما المرأة في حقيقتها لم تنشغل بقلبها وعقلها وجسدها عن هذا الرجل الذي أشغلها عن عالمها الأثير الخاص، وحتى تخرج من هذا الثالوث المرهق الذي يجعل الرجل يهتم لأمرها فعلا، فتبدأ في الارتقاء بذاتها كإنسان ثم كأنثى، تعكس المعادلة الصحيحة لتبدأ في الملاحقة والمتابعة لهذا الطاووس، ومن هنا تبدأ قصة الغيرة في حياة المرأة، كما تدعي هي! لا نسقط الغيرة كشعور حميد في حياة الإنسان، فكما تغار المرأة يغار الرجل، ولكنه شعور تحسه عندما تضبط نفسك متلبسا بحالة حب مع من يستحق، فهو شعور لذيذ يزيد من جذوة الإبداع داخل النفس، وهنا تكمن القدرة في حياة المرأة الغيرى، متى تتحكم في غيرتها فتحافظ على من تحب لتكمل مسيرة حياتها، ومتى تكون تلك الغيرة معول هدم في حياتها لتستيقظ يوما وتجد نفسها وحيدة! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة