نحنُ أمامَ عقول اختصرت المنجزات في كلام، وقرَّرت أن تبدأ من الأخير الأسهل، وهو بعكس المتعارف عليه، وعكس المأمول. والحديث هنا هو حديث مجتمع لم يعد كما كان بالأمس، ذلك المجتمع البسيط الذي يقبل أيَّ شيءٍ يصله، ويحمد الله عليه، اليوم المجتمع يقف على تلٍ من المعلومات والثقافة التي تصله من كل مكان، وعاشها واكتسبها من خلال ثقافة السفر التي منحته الفرصة والتجربة ليقف ويشاهد كيف هو الترفيه، الذي لم يَعُد ترفًا، بل ضرورة، لكن أن يأتي كما جاء إلينا من خلال هيئة الترفيه التي اختصرت كل الفرح في الطرب، وإحياء الحفلات الموسيقيَّة، وكل هذه هي جزئيَّة صغيرة من عالم الترفيه الضخم الذي نريده، يبدأ بواقعيَّة، ويصعد من أسفل إلى أعلى، وليس من أعلى إلى أسفل، كما فعل وبثمنٍ باهظٍ، وهي حقيقة أوقعته بين قوسين، وبين فريقين، فريق استنكر، وفريق رحَّب بالفكرة التي جاءت لتُرفِّه المترفين الذين دفعوا ثمن التذاكر المكلِّفة لتستمتع بالغناء والطرب، أين هم البسطاء من الفرح؟ سؤال صعب..!! يا صديقي: الترفيه أنا معه، ومع كل الأفكار التي تمنح إنسان هذه الأرض فرصة للفرح والبهجة، معه ليكون هنا فوق أرضنا التي تحتاجه، ويحتاجه كلنا، وكلنا يسافر من أجله ليلعب ويلهو مع أسرته خارج الحدود، وندفع من أجله أموالاً طائلة لنعيش اللحظة الماتعة، ويستمتع أطفالنا باللهو البريء، واللعب المُنظَّم في عالم جميل، كعالم «الديزني»، و»هوليوود»، فهل يا تُرى خططت الهيئة من أجل ذلك بدلاً من أن تبدأ من النهايات، والتي وجدت -وبكل أسف- مَن يُطبِّل لها بسذاجة، محاولاً ترويج الوهم وبيعه على الناس الذين كما ذكرت يفهمون أكثر ممَّا تتوقع هيئة الترفيه..!! * (خاتمة الهمزة).. الطرب فرح، والحفلة بهجة، والترفيه حياة، والسعادة التي تبيعها هيئة الترفيه بالغالي هي سعادة واهمة لفئةٍ مترفةٍ، وعددها محدود، أمام عالم محروم يتوق للفرح.. وهي خاتمتي ودمتم.