تشهد دولة إندونيسيا زيارة تاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى العاصمة جاكرتا في إطار جولته الآسيوية التي تشمل خمس دول: الصين واليابان وماليزيا والمالديف، وإندونيسيا، حيث يبحث الملك سلمان مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو لبحث العلاقات الثنائية، والتطورات العالمية بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين والأمة الاسلامية، وهي تعد الزيارة الثانية لملك سعودي إلى إندونيسيا بعد زيارة الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز- يرحمه الله - قبل 47 عامًا عام 1970م. « المدينة « التقت القنصل الانونيسي العام بجدة محمد هيري شرف الدين للحديث عن تطلعات إندونيسيا من الزيارة التاريخيةوالعلاقات الثنائية بين البلدين..الي التفاصيل زيارة متعددة الأبعاد في البداية سألت القنصل الانونيسي العام ما هي توقعاتك لنتائج زيارة الملك سلمان؟ قال: « لدي توقعات عالية جدا ويجب علينا أن نعتبر هذه الزيارة في إطار الزيارة السابقة والتي تمت في شهر يونيو لعام 1970 م عندما زار الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - دولة إندونيسيا لذلك تعتبر هذه الزيارة الرسمية الثانية لملك سعودي للأراضي الإندونيسية، ونستدل منها على شيئين أولًا عدد الوفد المرافق لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز والذين يصل عددهم إلى 1500 بما فيهم 10 وزراء و25 أميرا وهذا إذا دلّ على شيء فإنه يدل على أهمية العلاقات المشتركة بين البلدين، ثانيًا إن عدد الوفد المرافق للملك يضم عددا كبيرا من الوزراء من الذين لا يمثلون فقط القطاع السياسي ولكن أيضا يمثلون قطاعي الاقتصاد والثقافة وهذا يعني أن الزيارة متعددة الأبعاد حيث ان عدد وهوية الوفد المرافق للملك يعكسان أهمية العلاقات المشتركة بين البلدين لذلك فإن تلك الزيارة واسعة المدى فهي لا تعزّز فقط العلاقات بين الحكومتين بل ستزيد من العلاقات الاقتصادية والأعمال بالإضافة إلى دعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص «. 25 مليار دولار وماذا عن الجانب الاقتصادي والشراكات اقتصادية؟ قال: بالتأكيد نتوقع الكثير فكما صرح المتحدث الرسمي باسمنا وأمين عام مجلس الوزراء، فإننا نتوقع من زيارة الملك سلمان إثراء الاقتصاد بما يقارب 25 مليار دولار، أما فيما يخص الاستثمار والتعاون بين البلدين. فقد وقعت شركة أرامكو السعودية على سبيل المثال لا الحصر مذكرة تفاهم في شهر ديسمبر الماضي مع شركة « برتامينا « وهي إحدى الشركات الرائدة التي تديرها الدولة في إندونيسيا في مجال تصفية النفط لتحديث مصفاة «سيلاكب» أكبر مجمع لتكرير النفط «. رؤية المملكة 2030 ماهي نظرتكم لرؤية المملكة 2030؟ أجاب: إن إندونيسيا تدعم وبقوة رؤية المملكة 2030 وتقدم كل الدعم لتحقيق تلك الخطوة، فالرؤية الجديدة مبينة على أسس قوية أولها: كون المملكة العربية السعودية قلب العالم العربي والإسلامي، ثانيا: أنها تمتلك قوة استثمارية لخلق اقتصاد متنوع ومستدام،وثالثًا: فهي تربط بين 3 قارات إفريقيا، آسيا وأوروبا وتلك الأسس الثلاثة تتشابه كثيرا مع الأسس التي تقوم عليها دولة إندونيسيا. فإذا نظرنا إلى الأساس الأول، نجد أن إندونيسيا تحتوي على أكبر عدد سكان من المسلمين في العالم ويزور المملكة العربية السعودية حوالي مليون مواطن سنويًا لأداء شعائر الحج والعمرة. الحج والعمرة وماذا عن موسم الحج والعمرة؟ قال: في العام الماضي حققنا رقما قياسيا في عدد المعتمرين من دولة إندونيسيا حيث بلغ عددهم 800 ألف معتمر في حين بلغ عدد الحجاج 168 ألف حاج ولهذا العام خصصت المملكة العربية السعودية 211 ألف حصة للحج بالإضافة إلى 10 آلاف ليكون المجمل 221,000 للحج فقط أما بالنسبة للعمرة، فنحن نتوقع أكثر من مليون معتمر وذلك لأن الفترة التي تفصل بين حجتين تتراوح بين 20-30 عاما. - مااذا عن دور بلادكم في التفاعل مع قضايا الأمة الاسلامية؟ أجاب: نحن أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي كالمملكة العربية السعودية والتي تعتبر عاصمة تلك المنظمة وتعتبر إندونيسيا أكبر عضو فيها بالإضافة إلى كوننا عضوا من البنك الإسلامي للتنمية وأكبر المستهلكين (الدائنين) في حين تعتبر المملكة أكبر ممول (مدين) لبنك التنمية الإسلامي، بالإضافة إلى ذلك تعتبر المملكة العربية السعودية العاصمة المستضيفة لمجلس التعاون الخليجي. بالمثل، تمثل إندونيسيا العاصمة المستضيفة لرابطة أمم جنوب شرق آسيا. فإذا ربطنا بين مجلس التعاون الخليجي و رابطة أمم جنوب شرق آسيا سنتحقق استفادة هائلة على الساحة الدولية «. - مالذي تقولونه على صعيد التعاون الاقتصادي السياحي؟ أجاب: بالنظر إلى سعي المملكة لخلق اقتصاد مزدهر ومتنوع لا يعتمد فقط على النفط و مثال على ذلك سعيها لجعل المدينةالمنورة وجهة سياحية فتستطيع إندونيسيا تقديم الدعم بما يتمثل في بناء الوحدات السكنية أو تطوير الموارد البشرية في قطاع الضيافة فنحن نملك خبرة واسعة في مجال الضيافة مما يمكننا من ملء هذه الفجوة. التبادل التجاري - ماهي آفاق وحجم التبادل التجاري بين المملكة واندونيسيا؟ - قال: قدر حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي ما يقارب 3.3 مليار دولار أما الصادرات السعودية إلى إندونيسيا فهي مكونة من: (النفط المواد الكيميائية العضوية، المنتجات البلاستيكية، المنتجات الكيماوية، المعادن الأساسية مثل الحديد والصلب ) فيما قامت اندونيسيا باستيراد كميات كبيرة من النفط والغاز كلاهما في صناعة التعدين كما تقوم بتصدير العديد من السلع غير النفطية كالملابس والجلود وإطارات السيارات والأوراق وقطع غيار السيارات، لذلك علينا دفع العلاقات التجارية بين البلدين إلى الأمام وزيارة الملك سلمان ستعمل بشكل كبير على تعزيزها فالعلاقة بين الملك سلمان والرئيس الإندونيسي علاقة التزام سياسي تعتمد على حجم الأعمال في كل دولة وكيفية الاستفادة من نجاح العلاقات السياسية وتحويلها إلى علاقات اقتصادية مثمرة «.