فرضت مستجدات الأوضاع على الساحة الإسلامية - إقليمياً وعالمياً - متغيرات كان لها أثرها الإيجابي على مساعي المملكة العربية السعودية وتحركاتها في محيطها الإسلامي، وتعزيزاً للأواصر الإسلامية، يتجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - الى إندونيسيا في محطته الثانية بعد ماليزيا خلال جولته الآسيوية التي تتضمن عدة دول، بعد مرور أكثر من 46 عاماً، حيث بدأت العلاقات بين البلدين عام 367 ه الموافق 1948م بافتتاح السفارة الإندونيسية بجدة، ثم أعقبها عام 1369 ه الموافق 1950م افتتاح أول مفوضية للمملكة العربية السعودية في إندونيسيا برئاسة عبدالرؤوف الصبان، ثم عام 1375 ه الموافق 1955م افتتاح أول سفارة للمملكة العربية السعودية في إندونيسيا. إندونيسيا ومكافحة الإرهاب عقب وقوع تفجيرات بالقرب من الحرم النبوي الشريف في 4 يوليو 2016، اتخذت إندونيسيا موقفاً حاسماً برفض الإرهاب والعنف الذي يحاول المساس بالمقدسات الإسلامية، حيث أدان أغوس مفتوح أبيجبريل، سفير إندونيسيا لدى الرياض التفجيرات الإرهابية التي وقعت في كل من مدن: جدة والقطيف والمدينة المنورة بالقرب من الحرم النبوي الشريف، مشدداً على وقوف بلاده بجوار المملكة ضد الإرهاب، وحماية أقدس المقدسات بعد محاولات دنيئة حاولت المساس بالحرم النبوي الشريف، وفي سبتمبر 2016، قلّد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو «قلادة الملك عبد العزيز» التي تعد أعلى الأوسمة، وتمنح لكبار القادة وزعماء دول العالم الشقيقة. خادم الحرمين مستقبلاً الرئيس الإندونيسي تعزيز العلاقات الاقتصادية وخلال العام المنصرم، طرحت الحكومة الإندونيسية فرصاً استثمارية تشمل 8 قطاعات للمستثمرين السعوديين، على هامش اجتماع رجال الأعمال بين وزارة التجارة الخارجية الإندونيسية وغرفة جدة، في أبريل 2016، تبعه تدشين مكتب التطوير التجاري الإندونيسي في جدة؛ لتقديم تسهيلات إندونيسية لرجال الأعمال السعوديين؛ أبرزها الإعفاء من الضرائب عند التصدير أو الاستيراد، وإعفاء المعدات التي تدخل البلاد للمساهمة في تعزيز فرص الاستثمار، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 10 مليارات دولار، وهو ما يكشف الرغبة الإندونيسية في الاستحواذ على حجم استثمارات سعودية أكبر خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين المرتقبة. أما الصادرات السعودية إلى إندونيسيا فهي مكونة من: (النفط المواد الكيميائية العضوية - البلاستيك - المنتجات البلاستيكية المنتجات الكيميائية - الحديد - الصلب المعادن الأساسية). وفيما يتعلق بالاستثمار السعودي في إندونيسيا، فإن المملكة قامت بالاستثمار في عدد من المناطق الإندونيسية خاصة في مجال تكرير النفط والبتروكيمائيات بالتعاون مع شركة «أرامكو» و«بيرتامينا» خاصة في منطقة تشيلاتشاب - جاوة الوسطى بقيمة قدرها 5.6 مليار دولار أمريكي، أما الاستثمارات الإندونيسية في المملكة فتنحصر فقط في مجال التصنيع الغذائي والبناء. علاقات سعودية إندونيسية وثيقة مجموعة ال20 ولكون السعودية وإندونيسيا عضوين في مجموعة العشرين، فإن عملاً اقتصادياً كبيراً يتطلب تضافر جهودهما معاً، ما يدعو إلى تعزيز العلاقات بين البلدين، وهو ما أكده وزير الخارجية، عادل الجبير، الذي شدد على حرص المملكة على بناء أفضل العلاقات مع إندونيسيا، في مجالات متعددة، واصفاً العلاقات السعودية الإندونيسية ب«المتميزة» عقب لقائه مع وزيرة الخارجية الإندونيسية، ريتنو مارسودي، في 18 يناير 2016. الروهينغا ودور إندونيسيا وتؤدي إندونيسيا دوراً محورياً وهاماً في أزمة المسلمين الروهينغا ببورما، حيث تعهدت سابقاً باستقبال لاجئين من الروهينغا، كما تعتبر حلقة الوصل في إرسال المساعدات الإنسانية إليهم. وتضم المنظمة الإقليمية لدول جنوب شرق آسيا (ASEAN) كلاً من إندونيسيا وبورما، وهو ما يعزز إمكانية الوصول لحل أزمة المسلمين المضطهدين، كما يمكن للمملكة العربية السعودية - عبر إندونيسيا - ممارسة ضغوط على بورما حفاظاً على حقوق الأقلية الإسلامية هناك، خاصة أن إندونيسيا تعتبر الزعيمة الحقيقية للمنظمة التي تضم كلاً من: إندونيسيا وبورما وكمبوديا وفيتنام ولاوس وتايلاند وماليزيا وسنغافورة وبروناي دار السلام والفلبين. ولي العهد يستقبل الرئيس الإندونيسي خلال زيارته للرياض الجانب السياحي أفادت مديرة ترويج السياحة الخارجية بوزارة السياحة الاندونيسية نيا نيسجايا، بأن السياح السعوديين يشكلون النسبة الاكبر من عدد السياح الذين يزورون إندونيسيا خلال السنوات الخمس الماضية، مبينة أن عدد السياح السعوديين المسجلين خلال عام 2015م بلغ أكثر من 160ألف سائح، مقدرة الزيادة في عدد السياح السعوديين مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بنسبة قدرها 4.67%. وأوضحت أن التسهيلات التي تقدمها الحكومة الإندونيسية ستساهم في زيادة تدفق السياح خصوصاً من المملكة ودول الشرق الأوسط على إندونيسيا، مشيرة إلى أن إندونيسيا فتحت المجال للتأشيرة السياحية المجانية للسياح بعكس ما هو معمول به في أوروبا حالياً من تعقيدات بخصوص «الشينجن». وتابعت نسيجايا، أن عدد السياح السعوديين ارتفع مؤخرا بنحو 60%، ويعتبر هذا الرقم مرتفعاً مقارنة بعدد السياح من الدول الأخرى، وعزت المسؤولة الإندونيسية هذا الأمر إلى تكثيف برامج التسويق السياحي لإندونيسيا في المملكة مقارنة بغيرها من الدول. وأشارت إلى أن وزارة السياحة الإندونيسية تتوقع نمواً في عدد السياح الذين يزورون إندونيسيا، من 9.5 مليون إلى 20 مليون زائر خلال السنوات الخمس المقبلة. يذكر أن إجمالي ما أنفقه السياح السعوديون في إندونيسيا خلال العام الماضي بلغ 1.2 مليار ريال بمتوسط فترة سياحة ثمانية أيام فقط للفرد. الرئيس جوكو ويدودو يستقبل ولي ولي العهد خلال قمة العشرين