شهدت اختبارات طلبة العلم بالمسجد النبوي أجواء مُفعمة بالتفاؤل وروحانية تفيض من المكان الذي يغطيه همسات الذاكرين وسكينة الخاشعين.. هذه الملامح التي يعيشها طلاب كلية المسجد النبوي خلال هذه الأيام وهم يؤدون اختباراتهم الفصلية بين جنبات حرم المدينةالمنورة، الذين يحتضنهم في سلسلة من الحلقات في أجواء علمية آسرة تفيض بالإيمان. طلاب العلوم الدينية والشرعية بمختلف أعمارهم توسدوا السجاد الأحمر لأداء تلك الاختبارات وسط تنظيم مُتقن هيأت فيه اللجان المنظمة للاختبارات كل الأجواء لأداء الامتحان، تمهيدًا لمنحهم الدرجة العلمية لتتويج مسيرة التحصيل الدراسي في تخصصات قسم الشريعة، وكذلك تخصص القرآن الكريم وعلومه، بالإضافة إلى قسم السنة النبوية وعلومها. ويهدف المنظومة التعليمية لمعهد المسجد النبوي، الذي تحول إلى كلية مؤخرًا إلى عمارة المسجد النبوي بدروس العلم من خلال الحلقات العلمية المنتظمة ضمن أقسام علمية مختلفة تحتضن الطلاب، وتمنحهم الشهادات العلمية، فضلًا عن ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال لدى الطلاب والتي تُعد أحد أهم هذا الكيان التعليمي، وتخريج الطلبة والعلماء المتخصصين في علوم الشريعة الإسلامية والنهوض بمسؤولياتهم في تعليم الأجيال القادمة. وتراعى الكلية التي تضم طلابًا من مختلف الجنسيات، مبدأ تقوية أواصر الأخوة الإسلامية من خلال حلقات الكلية، التي تجمع أبناء المدينةالمنورة والمسلمين القادمين من مختلف بلدان العالم وثيق الصلة فيما بينهم مع أهل العلم للتزود بالعلم الشرعي الحكمة وفق منهج الوسطية والاعتدال والاستفادة من مؤلفاتهم والإرث العلمي لعلماء الأمة الإسلامية. وتحرص وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف من خلال المعهد وكلية الحرم، على تحقيق الرسالة العلمية للمسجد النبوي في إطار سعيها للاستمرار في خدمة العلم وطلابه تحرص على وتهيئة البيئة العلمية والمناخ العلمي والمعرفي المناسب للراغبين في الاستزادة الشرعية.