قال صلى الله عليه وسلم: «اتِّقِ اللهَ حيثُمَا كنتَ وأتبعْ السيئةَ الحسنةَ تمحهَا وخالقِ النَّاسَ بخُلقٍ حَسنٍ»، فنحن اليوم -وللأسف الشديد- رسمنا خطوطًا مظلمة فيما بيننا، في كلِّ شيءٍ لواقعِ حياتنا التي نعيشها إلاَّ مَن رحم ربي.. فالشابُّ كان بالأمس لا يستطيع أن يرفع نظره أمام والديه، واليوم أصبح لا يهابهما، وصوته يتعالى عليهما أمام الأغراب دون احترام أو تقدير! والفتاة نفس الشيء آخر ما تفكر به احترام أهلها، فلسانها يلفظ كل كلمة سيئة لوالدتها. وأصبح الناس يردِّدون هذه المقولة (الزَّمنُ تغيَّرَ، هذِهِ سنَّةُ الحياةِ، هذِهِ الموضةُ)، والمشكلة أنَّ هذه التغيرات لا يرضاها لا الدين، ولا القلب، ولا العقل.. ولكن لن أقول إلاَّ كما قال الإمام الشافعي -رحمه الله تعالى-: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا اذا أردنا أن نتحلَّى بالأخلاق الحسنة، علينا بخُلق النبيِّ عليه أفضل الصلاة والسلام، حين مدحه ربه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ).. وأخيرًا تدور هذه الأسئلة في بالي: - هل الاختلاف الحاصل في وقتنا الراهن بسبب تغير الزمن فعلاً كما يدَّعي البعض؟ - هل تربيتنا من قبل الوالدين والأهل هي من أوصلتنا لهذا المنحنى الخطير في حياتنا؟ - هل يوجد لدينا أمل أن نرجع بالزمن للأمس من حيث العادات والتقاليد الجميلة التي أفتقدناها ونحييها من جديد في مجتمعنا؟