أوضح سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن الأولى لمن عليهم قضاء رمضان البدء بالقضاء قبل صيام الست من شوال، مبينا أن القضاء أهم من النافلة، ومادام أن المسلم لم يتم صومه كاملا فإن عليه الإكمال ثم صوم النافلة، إذ كيف يصوم الست وهو لم يكمل الفرض. وشدد سماحته على وجوب احترام المرأة لزوجها والتأدب معه ومعاملته بالمعروف، لافتا إلى أن المرأة الصالحة هي المطيعة لزوجها الملبية لأوامره المشروعة أما السليطة في لسانها وقل حياؤها دليل على ضعف إيمانها وسوء تربيتها فعليها تقوى الله وملاحظة ذلك وعلى أهلها أن يوجهوها ويبينوا لها ويؤدبوها ويرشدوها إلى الطريق المستقيم، وعلى الزوج أن يصبر عليها فلعل الله أن يهديها.. فإلى التفاصيل: نريد من سماحتكم شرح حديث (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن). النبي صلى الله عليه وسلم أعطي جوامع الكلم واختصر له الكلام اختصارا فكلمات قليلات يسيرات تحتها من المعاني والفوائد ما الله به عليم جوامع كلم، كل كلمة لها من المعاني مالا يحصى فصلوات ربي وسلامه عليه، يقول صلى الله عليه وسلم موصيا أبا ذر «اتق الله حيثما كنت»، أمره أن يتقي الله والأمر بتقوى الله دل القرآن عليه في قوله جل وعلا (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)، وقوله: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد)، وقوله: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة)، وقوله: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا)، وقوله: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام)، فالأمر بالتقوى أمر عام، اتق الله: وتقوى الله بامتثال أوامره واجتناب نواهيه والبعد عن المعاصي والمخالفات، حيثما كنت: أي في أي مكان كنت، حيثما كنت، شهدك الناس أو غابوا عنك، في بيتك في مسجدك أو مكتبك أو دكانك أو سوقك، اتق الله في أي مكان كنت في الأرض اتق الله، واجعل تقوى الله نصب عينيك في يقظتك ومنامك وفرحك وحزنك وغضبك ورضاك، في كل احوالك اتق الله في أمورك كلها فإلى الله المرد والمصير، ولازم تقوى الله لتنجو بها من المهالك والأضرار، يقول الله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا *ويرزقه من حيث لا يحتسب)، (ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا)، فاتق الله حيثما كنت قائما قاعدا في عملك وعلى فراشك ويقظتك واجعل العمل خالصا لله واعلم أن الله يراك ويسمع كلامك ويعلم سرك وعلانيتك، لا يخفى عليه شيء من أمرك، واتق الله تقوى تقوي الإيمان في قلبك وتؤدي بها الفرائض والواجبات وتجتنب فيها المحرمات، وتكون فيها صادقا فيما تقول وتفعل، ثانيا: أتبع السيئة الحسنة تمحها، فكلنا خطاء وخير الخطائين التوابون، فإذا بدرت منك المعاصي والمخالفات، فأتبع السيئات بالأعمال الصالحة، (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)، خالق الناس بخلق حسن، أي عامل الناس بالخلق الحسن الجميل خاطبهم بخطاب طيب لا بخطاب وحش قذر (وقولوا للناس حسنا) وقال الله تعالى: (وقل لعبادي يقولو الذي هو أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا) صل من قطعك وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك وتحمل (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم* ومايلقاها إلا الذين صبروا ومايلقاها إلا ذو حظ عظيم)، أكثر من صالح العمل لتذهب عنك السيئات وتب إلى الله من خطاياك وتقصيرك (وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون). المحظورات في الأفراح نلاحظ من بعض الشباب ارتكاب بعض المحظورات الشرعية في أيام المناسبات والفرح بالعيد بحجة اللهو والفرح، فما توجيه سماحتكم؟ فرحنا بالعيد يجب أن يكون فرحا مقيدا بشرع الله لا أشر ولا بطر ولكن ثناء على الله وتناول المباحات والطيبات وأشياء من الفرح لكن لا يخرجنا من طورنا ولا يبعدنا عن منهج ديننا وإنما فرح في حدود المشروع حتى نكون متقين حقا، أما فرح يخرج عن الآداب الشرعية وعن الحياء والحشمة، فهذا ليس فرحا لكن إساءة وفساد. إضاعة الصلوات وما حكم إضاعة الصلوات في هذه المناسبات والنوم عنها؟ المسلم لما صام رمضان تأثر بالصيام فتأثره بالصيام بمعنى أنه أصلح الصيام قلبه وزكى نفسه فهو في طاعة الله دائما، انتهى رمضان ولكن الأعمال الصالحة لن تنتهي، صلوات خمس يؤديها كل وقت في المسجد، قيام ليل، تلاوة قرآن، صدقة وإحسان، خلق حسن، أمر بمعروف ونهي عن منكر، فرمضان جاء ليهذب ويزكي النفس ويعطيها جرعة قوية من الخير إلى أن تدرك رمضان الآخر فيزداد الخير خيرا والصلاح صلاحا، فإياكم إخواني أن تضيعوا فرائض الله بعد رمضان فتكونوا من الخاسرين، فإن الذي أمركم بالطاعة في رمضان يأمركم بها في غير رمضان وفي كل أيام العام. القضاء وصوم الست من عليه قضاء وأراد صوم ست من شوال، كيف يجمع بينهما؟ الأولى أن تبدأ بالقضاء، فالقضاء أهم من النافلة، مادام صومك ما كمل فأكمله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال) فمن لم يصم رمضان كيف يصوم ستا من شوال، لابد من إكمال رمضان ثم إتباع الست، إذا فابدأ بقضاء الفرض وبعد ذلك صم الأيام الستة. الملابس الملونة بعض النساء تلبس ملابس ملونة تجذب الأنظار، فما رأيكم في ذلك؟ هذا لا يصلح، الملابس التي تجذب الأنظار إليها وتسبب تعلق الفساق والأراذل بها وملاحقتها، هذا أمر خطير، إذا هي تعين على نفسها في الشر، فيجب عليها البعد عن هذه الأشياء. كتابة الدين هل كتابة الدين واجبة، ومن لم يقم بهذا العمل آثم؟ الله جل وعلا رغبنا في الدين فقال: (يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل)، ثم أمر بالإشهاد فقال: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان) ثم وثق بالرهون فقال: (وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة)، فهذه وسائل توثيق الدين أو الكتابة، فأمر بالتوثيق بالكتابة، كذلك الإشهاد والرهن كلها توثيق، ثم ختمها بقوله: (فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته)، إن لم تكن كتابة ولا شهود ولا رهون فإن هناك أمرا خفيا هو ما يكون في القلب من الإيمان الصادق والخوف من الله فهو مهما خفيت البينات فإنه بذلك لا يستحل الحرام، فيؤد الأمانة ويتقي الله، فإن من اتقى الله أدى الحقوق والواجبات. الدين بالدولار هناك شخص أخذ مبلغا من صاحب له وبعد أربعة أشهر أرسل المبلغ كاملا لصاحبه عبر البنك بسعر الدولار، وبعد أيام ذهب الرجل لصرف المبلغ ووجد أن سعر الدولار ارتفع وأصبحت هناك زيادة في المبلغ، السؤال لمن تكون هذه الزيادة، وهل إذا انخفض سعر الدولار يأخذ الرجل المبلغ ناقصا؟ في هذه المسألة نظر، إذا أقرضه مثلا مائة دولار إلى شهرين، ثم جاء وقت السداد وارتفع أو نقص الدولار، فهل يأخذ أولا؟ من العلماء من يقول ليس له إلا ما اتفق عليه، العدد المعين دولار أو ريال أو يورو أو غير ذلك، ليس له إلا هذا الأمر، سواء كانت القيمة مرتفعة أو منخفضة، يعطيه مثلما أخذ منه، ومنهم من يقول: لا، يراعي النقص والزيادة، فإن زادت فالزيادة ترجع وإن نقصت جبر النقص، والأولى للمسلم كما قال الله: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) فإذا أقرضه ألف دولار مثلا وبعد أشهر نقص السعر وأصبحت مثلا 800 دولار، فإنه ينبغي أن أجبر النقص الذي حصل وأكمل ما أخذته منه حتى لا أكون ظالما له. الدعاء في الصلاة من يدعو في الصلاة بعد الرفع من الركوع في القنوت أو أثناء السجود أو في التشهد الأخير قبل السلام، هل يحمد الداعي الله ويثني عليه ويصلي على رسوله في هذه المواطن قبل الدعاء وبعده، أرشدونا بارك الله فيكم؟ الدعاء في السجود سنة، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم)، فإذا دعا الله في سجوده وحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد صلى الله عليه وسلم فلا مانع، وفي القنوت إذا أثنى على الله ومدحه وأثنى عليه بما هو أهله ثم صلى ودعا فلا مانع من ذلك إن شاء الله. حديث السجود هل يصح حديث (لا يبرك أحدكم كما يبرك البعير وليضع ركبتيه قبل يديه)؟ هذا الحديث ربط بين روايتين، رواية (فليضع يديه قبل ركبتيه) وهذا يقولون إنه مقلوب، والأصل: (فليضع ركبتيه قبل يديه) فالسنة للساجد أن يقدم الركبتين قبل اليدين إن تمكن من ذلك وإن شق لكبره وعجزه فلا مانع من تقديم اليدين. جلسة الاستراحة جلسة الاستراحة، هل لها حديث صحيح، وهل كل من جلس هذه الجلسة داخل في حديث (صلوا كما رأيتموني أصلي)؟ الذي جاء في الاستراحة، حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي جالسا بمعنى إذا قام من الأولى للثانية استراح ثم قام، وإذا قام من الثالثة للرابعة استراح ثم قام، هذه الاستراحة في حديثين، لكن الأحاديث الأخر التي وصفت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لم تأت فيها جلسة الاستراحة، ولهذا تنازع فيها العلماء من قائل بشذوذها وقائل بنسخها، ومن متوسط قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما جلس للاستراحة عندما كبر سنه وأخذه اللحم، جلس للاستراحة في اخر حياته فمن احتاج فعلها ومن لم يحتج إليها فتركها أولى. أربع قبل العصر ما مدى صحة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا)؟ هذا في السنن، إسناده حسن، وترغيبهم في صلاة قبل العصر، والعصر ليس له راتبة قبله ولا بعده، لكن بين كل أذانين صلاة، أي بين الأذان والإقامة، فإن صلى أربعا لظاهر الحديث فأرجو أن يكون خيرا. أشراط الساعة الصغرى هل أشراط الساعة الصغرى كلها انتهت، وما هي آخرها؟ أولا بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة، (بعثت أنا والساعة كهاتين)، والإحاطة بأشراط الساعة الصغرى هل انتهت أم لا ، يحتاج إلى إحصاء دقيق. الوضوء والعورة هل يجوز لي أن أتوضأ أثناء الاستحمام وأنا عار، أم يجب علي أن أستر عورتي؟ السنة للمسلم، ستر عورته إلا عند الحاجة، دورات المياه فيها حاجة لكشف العورة، قضاء الحاجة والغسل، لكن كلما جد الإنسان واجتهد في ألا يطيل بقاءه مكشوف العورة فهو أكمل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل، قال: (احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك) قال يارسول الله القوم مع القوم، قال: (إن استطعت ألا يراك أحد فافعل)، قال: الرجل يكون وحده خاليا، قال: (الله أحق أن يستحيا منه من الناس)، فإذا اضطررت أن تكشف عورتك للغسل والوضوء ولكن إذا انتهى الغسل بادر بستر العورة وأكمل ما بقي وأنت مستور العورة فذاك أكمل وأفضل. رفع الصوت على الزوج ما حكم الزوجة ترفع صوتها على زوجها في شؤون حياتهما الزوجية؟ المرأة ينبغي منها الأدب واحترام الزوج وأن تعامله بالمعروف، والله تعالى يقول: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، فالمرأة الصالحة هي المطيعة لزوجها الملبية لأوامره المشروعة أما السليطة في لسانها وقل حياؤها دليل على ضعف إيمانها وسوء تربيتها فعليها تقوى الله وملاحظة ذلك وعلى أهلها أن يوجهوها ويبينوا لها ويؤدبوها ويرشدوها إلى الطريق المستقيم، وعلى الزوج أن يصبر عليها فلعل الله أن يهديها.