انطلقت بعد استعدادات مكثفة من قبل الأجهزة الامنية الحملة الوطنية الشاملة للتوعية المرورية، وذلك في يوم السبت 4/6/1421ه وكانت انطلاقتها متزامنة مع بداية العام الدراسي الجديد لهذا العام، جعله الله عام توفيق ونجاح لجميع الطلاب والطالبات، وتحمل هذه الحملة شعار أمنكم هدفنا,, وسلامتكم وحقيقة جاء هذا التوقيت والتزامن لانطلاق هذه الحملة موفقا، لكي تعم الفائدة اكثر، ولتشارك جميع الاجهزة الحكومية فيها، وهذا مطلب وطني خاصة من الجهات التعليمية لوجود اكثر الفئات الموجهة لها هذه الحملة، وهي فئة الشباب الذين تعتمد عليهم هذه البلاد بعد الله سبحانه وتعالى ، كما ان هناك دوراً هاماً للقطاع الخاص في الاشتراك في هذه الحملة لتفعيلها وابرازها، وذلك بتضافر الجهود المبذولة في سبيل حماية الثروة الوطنية الاولى في هذا الوطن المعطاء الا وهي الانسان، وجعله يعيش في طمأنينة وسلامة، سواء المواطن السعودي او المقيم على ارض هذا الوطن، وهم يمثلون بلاشك شريحة كبيرة، وهذا مطلب اساسي ومهم في سبيل استقرار ونماء وازدهار هذا المجتمع بجميع فئاته. والمملكة تعيش ولله الحمد في أمن وامان، بفضل الله تعالى ، ثم بما تقدمه حكومتنا الرشيدة من جهود كبيرة في المحافظة على امن الوطن ومواطنيه،وهذه نعمة كبرى يجب علينا جميعاً المحافظة عليها لحفظ مكتسبات ومقدرات الوطن، وهذا كله يخلق مجتمعاً واعياً محافظاً على أمنه وسلامته. وفي هذا المقام نوجه الدعوة لرجال الاعمال بالمشاركة الجادة والفاعلة، من اجل انجاح هذه الحملة، لكي تحقق أهدافها التي هي في النهاية مكسب وطني، وذلك عن طريق الدعم المادي والتوعوي، لما لهم من دور فاعل في توعية وارشاد العمالة لديهم بالتقيد بانظمة هذه البلاد عامة، وانظمة المرور خاصة، وبالذات من شركات الاجرة العامة الليموزين ، أو تأجير السيارات التي هي سبب في معظم الحوادث التي تقع، حيث نجد اغلب سائقي هذه الشركات ليس لديه دراية بالأنظمة، أو معرفة كافية باللغة، لتعلم ومعرفة الإرشادات الموجودة في الطرق، فنجد سائق الليموزين يقف في مكان ليس مخصصاً للوقوف متى ما شاهد شخصاً واقفاً على جانب الطريق ظن انه يريد الركوب او توصيله لاي مشوار، مع مانشاهده من قطع للإشارات المرورية، والسرعة الزائدة لكسب اكبر مردود مادي، هذه بالإضافة لعدم إعطاء المشاة حقهم في الطريق، خصوصاً في الأماكن المزدحمة، مما يسبب حوادث الدهس، كل هذا يحتاج الى جهد كبير من هذه المؤسسات والشركات بالتعاون مع إدارات المرور في كيفية توعيتهم وإرشادهم. إن هذه الحملة لها أبعاد كثيرة ، منها: البعد الديني، والحث على السير بطريقة متأنية وبرفق، كما قال تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هوناً) الآية، والبعد الإنساني، وهو المحافظة على حياة وأرواح البشر، وهو العنصر الأساسي في هذه الحملة، وهناك البعد النفسي،وهو ان يسير هذا الإنسان في الطريق، وهو مطمئن غير مشدود الأعصاب، خاصة في قيادة السيارة ، وأيضاً البعد الاجتماعي، ومعلوم أن الإنسان لايحب الوحدة في هذه الحياة، بل يبحث عن العيش مع الآخرين، وهناك البعد الاقتصادي، وهذا ايضاً عنصر هام، حيث اطلعت على احدى الاحصاءات التي تقول: ان خسائر حوادث المرور بلغت في المملكة العربية السعودية (7) مليارات ريال، وهذا رقم كبير من الخسائر البشرية والمادية في رصيد هذا الوطن، والذي يجب علينا جميعاً الشعور به، وبالجهد المبذول لإنجاح هذه الحملة، وزيادة الحس الامني لدى كل فرد منا في هذا المجتمع المسلم، والإحساس بعظم المسؤولية، وذلك بمساعدة رجال المرور، والتقيد بتعليمات وانظمة المرور، ومحاولة نشر الوعي ، وتوضيح مخاطر الحوادث بين أفراد الاسرة. واوضحت بعض الدراسات والإحصاءات المرورية في المملكة العربية السعودية أن هناك تزايداً في اعداد الحوادث المرورية، وان الارقام مخيفة جداً، حيث تقول هذه الإحصاءات :إن (10%) من المصابين في حوادث المرور ينضمون لفئة المعاقين،وتصوروا ماتسببه هذه الإعاقة من آثار نفسية أو مادية، خاصة اذا كان هذا المعاق رب اسرة، وهناك احصاءات المستشفيات ايضاً تقول :إن (81%) من الوفيات سببها الحوادث المرورية، وان مخالفة قطع الإشارة والسرعة الزائدة تمثل (56%) من المخالفات، كما تشير هذه الإحصاءات ، إلى ان نسبة (20%) من السائقين هم من صغار السن الذين لايؤهلهم عمرهم لحمل رخصة قيادة. حقاً إنها ارقام مرعبة ومخيفة لنا جميعاً، وهنا لابد من تضافر الجهود لرفع شعار لا للحوادث المرورية بعد اليوم إن شاء الله وذلك بالتقيد بالأنظمة المرورية، ورفع الوعي الامني لدى الجميع، متمنياً لهذه الحملة الاستمرار والتوفيق،والله ولي التوفيق.