ثارت عاصفة من الجدل في ايطاليا بسبب تصريحات لكردينال بارز طالب الحكومة بالتمييز ضد المهاجرين المسلمين من اجل الحفاظ على الشخصية الكاثوليكية للبلاد. واستنكر وزراء وبعض القساوسة تصريحات الكردينال جياكومو بيفي اللاذعة ضد المسلمين ووصفوها بأنها خطيرة ورجعية. ولم يلق بيفي المحافظ الذي يتردد اسمه احيانا ضمن المرشحين لخلافة البابا يوحنا بولس الثاني تأييدا الا من رابطة الشمال التي كانت يوما تنزع الى الانفصال وحزب التحالف القومي اليميني المتطرف. وقالت ليفيا توركو وزيرة الشؤون الاجتماعية المسؤولة جزئيا عن سياسة الهجرة وهي كاثوليكة متدينة: قرأت عما قاله بيفي فلم اصدق عيني. ان دولة علمانية وديمقراطية لايمكنها ابدا ان تقبل,, التمييز على اساس الدين او العرق او الثقافة . ولم يكن رد فعل توركو الحاد الا مقدمة لثورة عارمة اجتاحت البلاد. وقال باولو فيريرو العضو البارز في حزب اعادة التأسيس الشيوعي: هذا موقف عنصري ينضح بأسوأ انواع الخوف الاوروبي من الغرباء . وقد كثر المسلمون في ايطاليا حتى تجاوزوا اليهود ليصبحوا رغم قلة عددهم ثاني اكبر طائفة دينية في البلاد بعد الكاثوليك. وتضم سجلات المهاجرين حاليا نحو نصف مليون مسلم في مقابل نحو 350 الف مهاجر كاثوليكي, لكن هناك مهاجرين كثيرين يعيشون في ايطاليا دونما اقامة قانونية. ويأتي معظم المهاجرين المسلمين في ايطاليا من دول شمال افريقيا والبانيا اما المسيحيون فيأتون في معظمهم من الفلبين واثيوبيا وامريكا الجنوبية. واصبح للمسلمين اول مسجد في روما عام 1995 فضلا عن 130مسجدا وزاوية صلاة اخرى تنتشر في ارجاء البلاد معظمها صغير وغير دائم. ويقبل المهاجرون على الوظائف التي ينبذها الايطاليون, ويقول اقتصاديون وخبراء سكان ان لامهاجرين حيويون لمستقبل ايطاليا. وقال بيفي في تصريحاته التي حظيت بتغطية واسعة في الصحف الايطالية ان على ايطاليا ان تستقبل المهاجرين الكاثوليك لا المسلمين لحماية هوية البلاد ,وقال ان مظاهر الثقافة الاسلامية تختلف عن الثقافة الايطالية مستشهدا باختلاف يوم العطلة الدينية واختلاف الاطعمة واختلاف دور المرأة. وقال بيفي: اما ان تصبح اوروبا مسيحية مرة اخرى والا فسوف تصبح مسلمة . وكان الاب انطونيو ميتزي وهو قس ذو شعبية يدير عدة مراكز لمساعدة مدمني المخدرات وكثيرا ما يظهر على شاشة التلفزيون واحدا من رجال الدين الذين خرجوا على وحدة الصف وانتقدوا بيفي بشدة,وقال ميتزي: اما ان نكون اهل امل او ان نكون اهل خوف, انني افضل ان اتحدث الى مؤمنين بدين آخر على ان اتحدث الى هؤلاء الذين لايؤمنون الا بالمال والاستهلاكية . وجاء واحد من اشد ردود الفعل مرارة من الشيخ انتا ديوب رئيس رابطة السنغاليين في ايطاليا, فقال: لقد اتينا من بلد مسلم به اقلية كاثوليكية لانمارس التمييز ضدها . وكان من المفارقات ان صحيفة افينيري التي تتحدث باسم مؤتمر الاساقفة الكاثوليك نشرت تصريحات بيفي في صفحتها الاولى الى جوار اعلان عن كتاب عنوانه المسيحيون والاسلام في ايطاليا,, تفهم المسلمين والترحيب بهم .