نظمت "رابطة الشمال" الانفصالية في ايطاليا تظاهرات في مدينة ميلانو احتجاجاً على الوجود الإسلامي في مقاطعة لومبارديا شمال البلاد، شاركت فيها تنظيمات يمينية متطرفة. وتخللت التظاهرات خطابات حامية دعت الى وقف هجرة المسلمين الى ايطاليا بحجة الدفاع عن "الهوية الثقافية والدينية التي يتهددها الاجتياح الاسلامي الذي بدأ يغزو البلاد". وشارك في القاء الخطابات عدد من المسؤولين في الرابطة التي يتزعمها اومبرتو بوسي، وممثلون عن التنظيمات الفاشية اليمينية وعلى رأسها "الحركة الاجتماعية الإيطالية" الفاشية الجديدة التي يقودها الفاشي المخضرم بينو راوتي. وت زامنت التظاهرات مع سلسلة اعتداءات على عدد من المهاجرين العرب والمسلمين، شهدتها مدن الشمال خلال اليومين الماضيين. ونفذ هذه الاعتداءات شبان يعرفون ب "اصحاب القمصان الخضر" تابعون للرابطة. ووزع هؤلاء بيانات تندد بالوجود الإسلامي وتدعو الى "حملة صليبية جديدة للدفاع عن التقاليد المسيحية الكاثوليكية". ويعتقد ان قيادة الأحزاب اليمينية المعارضة لجأت الى هذا التصعيد من أجل الاستفادة من تزايد ظاهرة العداء للوجود الإسلامي في البلاد في اغراض سياسية تتعلق بالانتخابات المقررة الربيع المقبل. ولاقت التظاهرات والاعتداءات العرقية التي قام بها أعضاء التنظيمات العنصرية، تأييداً واسعاً في أوساط المحافظين والتحالف اليميني الذي يقوده رئيس الوزراء السابق سيلفيو بيرلوسكوني. وفي هذا الاطار، صعدت التنظيمات اليمينية والانفصالية مساعيها الحؤول دون إكمال مشروع بناء مسجد جديد في مدينة لودي القريبة من ميلانو رغم ان السلطات البلدية المحلية وافقت على المشروع. وجاءت الحملة الجديدة بعد التصريحات التي أطلقها أسقف مدينة بولونيا الكاردينال جياكيمو بيفي قبل أيام، داعياً الى وقف تدفق المهاجرين المسلمين الى البلاد وفتح الأبواب أمام المهاجرين الكاثوليك، بحجة أن "المسلمين لا يستطيعون الاندماج في الحياة الثقافية والاجتماعية الإيطالية". ورأى بيفي ان المسلمين متمسكون بعاداتهم وتقاليدهم ولذا "لا بد وأن نحصن أنفسنا ضد ظاهرة تعدد الزوجات والتمييز ضد المرأة والتطرف". وأثارت تصريحاته جدلاً كبيراً في الأوساط الاجتماعية والسياسية الإيطالية.