تتواصل الاجتماعات التي تعقدها الولاياتالمتحدةالامريكية مع الفلسطينيين والاسرائيليين حيث يعقد مسئولون امريكيون كبار محادثات منفصلة مع الوفدين الفلسطيني والاسرائيلي كل على حدة. فقد اجتمع دينيس روس ومدير وكالة المخابرات المركزية بالوفدين الفلسطيني والاسرائيلي يومي الخميس والجمعة. وقال الرئيس الامريكي انه لم يحدث انفراج حتى الآن في مفاوضات السلام في الشرق الاوسط مضيفا انه لايوجد ما يدعو للامل او يدعو الى اليأس . وسأله صحفيون ان كان هناك مايدعو للامل في ضوء احدث جولة من المفاوضات بين مسؤولين امريكيين وفلسطينيين واسرائيليين كبار فقال كلينتون الكل يعمل بجد. لكن ليس لدي شيء اقوله, يجب ان تكون متفائلا فقط بحقيقة انهم يعملون, لكن لا توجد انفراجات ولا يوجد سبب للامل ولا سبب لليأس . وقال كلينتون انه مستمر في بذل اقصى مساعيه بهدف احلال السلام. ومضى قائلا للصحفيين في المكتب البيضاوي قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي انهم يسعون لتحقيقه, ويعرفون ان امامهم اطارا زمنيا قصيرا, وهم يعملون لتحقيقه, سأدوام العمل لتحقيقه,, نعمل لتحقيقه. وكان كلينتون فشل خلال قمة كامب ديفيد التي استمرت 15 يوما في يوليو تموز في التوسط لابرام اتفاق بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال بي,جي, كرولي المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي ان ساندي بيرجر مستشار الامن القومي اجتمع مع المفاوض الفلسطيني نبيل شعث في البيت الابيض. واجتمع بيرجر مع شلومو بن عامي القائم بأعمال وزير الخارجية الاسرائيلي يوم الثلاثاء. واستعرض الدكتور نبيل شعث رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض خلال اجتماعه مع ساندي بيرجر القضايا الراهنة التي تركزت عليها الجولة الجديدة من محادثات السلام في نيويورك وفي مقدمتها مستقبل القدس والافكار الجديدة التي تقدم بها الرئيس ياسر عرفات في هذا الصدد والتي اتخذت اسرائيل موقفا متحفظا حيالها. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة في واشنطن ان السيد نبيل شعث استمع خلال هذه المحادثات الى افكار جديدة عرضتها الادارة الامريكية تتعلق بتعزيز مجرى واستمرارية محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية خلال الاسبوعين القادمين. وكان شعث قد قال في تصريحات صحيفة ان الادارة الامريكية قد اعتمدت خطة تكتيكية جديدة في رعايتها لمحادثات السلام في نيويورك وان نجاح هذه الخطة من شأنه تعزيز فرص استمرارية هذه المحادثات في المنطقة خلال ايام قليلة وتعزيز مقدرة المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيلين على مواجهة جميع القضايا المصيرية المثيرة للجدل وكشفت المصادر الفلسطينية عن ان الدكتور نبيل شعث يعتزم عقد اجتماع اخير مع منسق عملية السلام دينيس روس قبل مغادرة الوفد الفلسطيني المفاوض مدينة نيويورك الذي عاد الى المنطقة في ساعة مبكرة من صباح امس السبت. وعن اخر الاقتراحات عن السيادة على القدس قالت اسرائيل ان الاقتراح الفلسطيني بوضع الاماكن المقدسة في القدس تحت سيادة اسلامية لا يبدو مبشرا. وقال شلومو بن عامي القائم بأعمال وزير الخارجية الاسرائيلية للصحفيين في الاممالمتحدة لا يهمنا كثيرا ان كانت (السيادة) فلسطينية او اسلامية, فهما الشيء نفسه, لذا فان الفكرة لا تبدو كبداية ممكنة حقا لتسوية . وهذا اول رد فعل رسمي من اسرائيل على الاقتراح الذي عرضه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات على الرئيس الامريكي بيل كلينتون خلال اجتماعهما في نيويورك في السادس من سبتمبر ايلول الجاري. وقال المفاوض الفلسطيني نبيل شعث ان عرفات اقترح ان يعهد بالسيادة على الاماكن الاسلامية المقدسة الى لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي على ان تكون السيطرة الفعلية في يد حكومة الدولة الفلسطينية مستقبلا. واضاف قائلا ان الاقتراح ما يزال مطروحا والامريكيون مهتمون لكننا لم نر حتى الان استعدادا اسرائيليا لقبوله . ووصف شعث الاقتراح بأنه بديل لسيادة فلسطينية منفردة على الاماكن المقدسة وهو مطلب تقليدي لمنظمة التحرير الفلسطينية. لكن محللين قالوا ان من الصعب معرفة الى اي حد سيحظى الاقتراح بموافقة الاسرائيليين الذين يريدون الاحتفاظ بسيطرتهم على منطقة الحرم القدسي الشريف. وتحاول الولاياتالمتحدة التوسط لايجاد تسوية لمشكلة القدس غير ان الرئيس الامريكي بيل كلينتون قال في وقت سابق أول امس انه لم يحدث انفراج حتى الان في مفاوضات السلام في الشرق الاوسط. واجتمعت مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية والمنسق الامريكي الخاص للسلام في الشرق الاوسط دينيس روس مع بن عامي ومع فريق تفاوض فلسطيني على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك يومي الخميس والجمعة وقال بن عامي نستعرض كل القضايا المحورية وننظر في مواقف الطرف الاخر,, والطرف الاخر ينظر في مواقفنا,, سنرى كيف نتقدم . واضاف انه لا يستبعد اجتماعا مباشرا مع الفلسطينيين في نيويورك وربما بمشاركة امريكية لكنه قال ان هذا يبدو غير محتمل. وكان بن عامي يتحدث بعد لقائه في الاممالمتحدة مع وزير الخارجية الاردني عبدالله الخليل الذي قال نعرف ان هذه لحظة الحقيقة,, والطرفان يحتاجان دعمنا وتشجيعنا . واضاف هذه مرحلة حساسة جدا في عملية السلام,, فرصة فريدة, وإذا فقدناها,, اذ تركناها تفلت من بين ايدينا فستكون مأساة محزنة للغاية للمنطقة بأسرها . وقالت اولبرايت في وقت سابق ان المحادثات قد تنتقل الى واشنطن او الشرق الاوسط وان الولاياتالمتحدة ستجمع الجانبين معاً اذا كان ذلك منطقيا . وفشل الفلسطينيون والاسرائيليون في ابرام اتفاق سلام بحلول يوم 13 سبتمبر ايلول الجاري وهو الموعد النهائي الذي اتفقوا عليه العام الماضي. لكن المجلس المركزي الفلسطيني (البرلمان المصغر) اعطى عملية السلام فرصة جديدة عندما قرر يوم الاحد الماضي تأجيل اعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد لمدة شهرين على الاقل.