قال الرئيس ياسر عرفات ل"الحياة" امس ان الفلسطينيين عرضوا ان تقوم سيادة اسلامية على الحرم الشريف عبر لجنة القدس. ووصف محادثاته مع الرئيس بيل كلينتون بأنها كانت ايجابية، معلناً ان المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين ستستأنف فور عودة الجميع الى المنطقة نهاية هذا الاسبوع. وسيمثل الجانب الفلسطيني صائب عريقات ومحمد دحلان، والإسرائيلي شلومو بن عامي والمحامي جلعاد شير. ويفترض أن يمثل الولاياتالمتحدة دنيس روس ومسؤول آخر. وكشف عرفات انه قدّم عرضاً يقضي بمشاركة لجنة القدس في المفاوضات هذه المرّة، على أن تمثلها مصر والمملكة العربية السعودية والمغرب، موضحاً أنه سيتصل بقادة هذه الدول من أجل ذلك، بعد عودته من نيويورك. واضاف ان "الحرم الشريف من المحرّمات... الحرم؟ يفتح الله"! وزاد مسؤولون فلسطينيون حضروا محادثاته مع الاميركيين ان الرئيس كلينتون قال للرئيس الفلسطيني انه بدأ يفهم منذ كامب ديفيد "اهمية موضوع القدس وحساسيته لكم وللمسلمين". وقال هؤلاء ان اهم ما تمخّضت عنه محادثات نيويورك سقوط نظرية السيادة اليهودية على الحرم الشريف، وقد فهم الاميركيون ان الفلسطينيين لا يمكن ان يقبلوا بأي حل ينصّ على سيادة اسرائيلية على الحرم. وينص العرض الفلسطيني على ان تقوم سيادة اسلامية على الحرم الشريف، عبر لجنة القدس، ويمارس الفلسطينيون ولاية سيادية sovereign jurisdiction على الحرم باستثناء حائط المبكى الذي تبقى السيادة عليه لاسرائيل. وعلمت "الحياة" من مصادر غير فلسطينية ان الجانب الفلسطيني مستعد، في إطار تسوية نهائية، ان يترك السيادة على الحي اليهودي من القدس لاسرائيل. وشدد عرفات على رفضه سيادة "الهة او سيادة الله على الحرم الشريف"، قائلاً "إن السيادة الالهية على كل مكان، بما في ذلك البيت الابيض". وأعطيت جولة المفاوضات الجديدة مهلة خمسة اسابيع، تنتهي بانتهاء فترة الاعياد اليهودية، ويتزامن انتهاؤها مع عودة الكنيست الى الاجتماع بعد اجازته السنوية. وفي حين يعني استئناف المفاوضات ارجاء اعلان الدولة المستقلة في 13 ايلول سبتمبر الجاري، فان مفاوضين فلسطينيين رافقوا عرفات الى نيويورك قالوا إن موضوع التأجيل ليس محسوماً. وكان الرئيس الفلسطيني ينتظر إشارة أخيرة من الاميركيين قبل سفره من نيويورك امس الجمعة، تمكنه من عرض موقف ايجابي واضح على المجلس المركزي الذي يجتمع اليوم السبت وغداً الاحد للبحث في موعد إعلان الدولة. هل يؤجل أم يعلن في موعده. وقالت المصادر غير الفلسطينية ان عرفات على رغم انه رفض ان تكون هناك سيادة فوق الارض وتحت الارض، فان الفلسطينيين ابدوا استعدادهم، في إطار اتفاق نهائي، للتعهد بعدم الحفر تحت الحرم حيث يعتقد اليهود بأنه توجد آثار هيكل سيدنا سليمان. واستغرب المفاوضون الفلسطينيون بث محطة "سي. ان. ان" نقلاً عن مصادر اسرائيلية هذا الاسبوع ان اجتماع عرفات وكلينتون الذي استمر 47 دقيقة تناول كل القضايا المطروحة ما عدا القدس، واكدوا ان القدس شغلت 40 دقيقة على الاقل من الاجتماع. وبالنسبة الى عودة اللاجئين، طلب عرفات البدء باللاجئين الفلسطينيين في لبنان بسبب حساسية وجودهم هناك ومعاناتهم المستمرة.