نيويورك - رويترز - قال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت اجتمعت بمفاوضين اسرائيليين وفلسطينيين في نيويورك اول من امس في مسعى جديد لاقتناص اتفاق سلام. وقال الناطق باسم الوزارة ريتشارد باوتشر الذي كان يتحدث بعد جهد وساطة قام به في وقت سابق المبعوث الاميركي للشرق الاوسط دنيس روس ان المحادثات كانت غير حاسمة لكن هناك ما يدعو للاستمرار. واضاف باوتشر: "لم يحدث انفراج ولا انهيار. شعورنا هو ان الاطراف راغبة في المضي قدما والتوصل الى نتيجة لذا فإننا سوف نواصل العمل خطوة بخطوة". وقال مسؤول اميركي طلب الا ينشر اسمه: "الطريق ما زال صعباً. لم نعثر بعد على صيغة سحرية ولكن ما زال هناك اساس للاستمرار". وجاء الجانبان الى نيويورك على عجل بدعوة من الولاياتالمتحدة التي فشلت في التوسط لإبرام اتفاق حينما عقد الرئيس الاميركي بيل كلينتون محادثات منفصلة مع الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين اثناء قمة الاممالمتحدة الاسبوع الماضي. وأجرت اولبرايت محادثات مع الفريق الفلسطيني الذي يرأسه المفاوض صائب عريقات وتناولت بعد ذلك العشاء مع القائم بأعمال وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي. واجتمع روس ايضاً معهم بشكل منفصل. وفي وقت سابق قال بن عامي للصحافيين ان هذه المرحلة من الوساطة الاميركية قد تستغرق نحو عشرة ايام. وقال المسؤول الاميركي ان روس سيعقد مزيداً من المحادثات الجمعة امس لكنه يتوقع ان يغادر الفلسطينيون نيويورك في وقت لاحق من الىوم نفسه. ومن جهته قال المفاوض الفلسطيني نبيل شعث ان اجتماعات نيويورك تعكس "تغييراً للاسلوب" من جانب الولاياتالمتحدة التي فشلت الاسبوع الماضي في تحقيق انفراج عندما عقد كلينتون اجتماعات منفصلة مع الزعيمين الاسرائيلي والفلسطيني على هامش قمة الألفية للامم المتحدة. واضاف شعث: "اذا نجحت فسوف نعود الى الشرق الاوسط ونخوض في طائفة عريضة من القضايا". واعلن بي.جيه.كراولي الناطق باسم مجلس الامن القومي الاميركي عن لقاء امس بين شعث ومستشار الامن القومي ساندي بيرغر. وقالت اولبرايت في مؤتمر صحافي ان المحادثات قد تنتقل الى واشنطن او الشرق الاوسط وان الولاياتالمتحدة ستجمع الجانبين "اذا كان ذلك منطقياً". واضافت: "يجري كثير من العمل الخلاق كثير من قدح زناد الافكار". وقالت: "لا احد من الجانبين يمكنه الفوز بمئة في المئة مما يريد. ولا يمكننا الخروج من هذا واحد الجانبين يشعر انه فاز الآخر خسر". وتتمثل العقبة الكبرى امام التوصل لاتفاق في النزاع على من يجب ان تكون له السيادة على مختلف اجزاء المدينة القديمة بالقدس التي تضم اماكن مقدسة لدى الىهود والمسلمين والمسيحيين. لكن شعث قال ان الفلسطينيين يريدون توسيع المناقشات لتشمل غيرها من قضايا الاتفاق النهائي مثل مصير اللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات اليهودية وحدود الدولة الفلسطينية. وقال ان "التركيز على قضية واحدة وجعل كل شيء آخر رهينة لها كما حدث خلال الاسبوعين او الاسابيع الثلاثة الماضية على الحرم الشريف والاماكن المقدسة في القدس جعل من المستحيل احراز تقدم بشأن اي شيء آخر". وصرح شعث بأن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اقترح ان يعهد بالسيادة على الاماكن الاسلامية المقدسة الى لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي على ان تكون السيطرة الفعلية في يد حكومة الدولة الفلسطينية مستقبلاً. واضاف المفاوض الفلسطيني ان الاقتراح "لم يزل مطروحاً والاميركيون مهتمون. ولكننا لم نرَ حتى الآن استعدادا اسرائيلياً لقبوله". ولم يذكر شعث اقتراحات بديلة يمكن أن تعطي مجلس الامن التابع للامم المتحدة دورا في القدس. وقال بن عامي انه لا يستبعد حدوث اتصالات مباشرة في نيويورك بين الاسرائيليين والفلسطينيين لكن التركيز في هذه اللحظة ينصب على الوساطة الاميركية. واضاف: "على اي حال نحن لسنا صمّاً. اننا مستعدون لأن نستمع الى اي انسان". وقال ان الهدف من وراء هذه المحادثات هو "محاولة تكوين فكرة عامة تظهر ما اذا كانت هناك ارضية لاتفاق ام ان من المستحيل التوصل لاتفاق". وكان عرفات وكلينتون ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك اجتمعوا لأكثر من 15 يوماً في المنتجع الرئاسي الاميركي في كامب ديفيد في تموز يوليو الماضي لكنهم انفضّوا دونما اتفاق. وقال شعث ان عقد قمة اخرى قد يكون "ضرورياً للغاية". غير انه استدرك قائلاً: "ولكني لا اظن انه سيكون امراً مرغوباً فيه حتى تضيق الاطراف على مستوى اقل قليلاً من الهوة الفاصلة".